أحمد عبدالحليم وأحمد عويس: قالت مصادر مطلعة بجماعة الإخوان، إن الجماعة تعتزم تنظيم فاعليات خلال تظاهرات اليوم، الأحد، المناوئة للرئيس محمد مرسى، لدعم الشرعية، وشددت المصادر على أنه لن يتم الإفصاح عن هذه الفاعليات، مؤكدين، فى الوقت نفسه، استمرار الاعتصام فى تقاطع إشارة رابعة العدوية بمدينة نصر، كما سيتم تنظيم مسيرات داعمة للرئيس فى بعض المحافظات، التى يتوقع أن تكون وتيرة الاحداث بها هادئة، تجنبا للاشتباك مع المعارضين.
وبحسب المصادر، فإن قيادات حزب الحرية والعدالة رفعت استعدادها للدرجة القصوى، حيث عقد أعضاء المكتب التنفيذى والهيئة العليا للحزب اجتماعا مطولا امتد لساعات لتحضير سيناريوهات التعامل مع المشهد وتطوراته المحتملة اليوم، وصدرت أوامر إدارية عاجلة بدخول جميع المكاتب الادارية للجماعة والامانات والقطاعات المركزية لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، فى حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات والوقوف على تداعيات الموقف اليوم.
وقررت الجماعة عقد مؤتمر مساء أمس، لم يكن قد بدأ حتى مثول الجريدة للطبع، بإحدى القاعات الكبرى بمسجد رابعة العدوية، لاستعراض ردود الافعال المختلفة فى حال حدوث أى تصعيد، وكيفية التعامل مع مطالب المتظاهرين المعارضين، ويشارك فى المؤتمر قيادات الاخوان وأعوانهم من الاحزاب والحركات الاسلامية، البالغ عددها 14 فصيلا.
وقال محمد البشلاوى، المدير الادارى للمقر العام لجماعة الإخوان بالمقطم، إن شباب الجماعة سيوجدون داخل مكتب الارشاد للذود عنه، على أن يتم توزيع نوبات الحراسة بالتناوب، فى الوقت الذى يشهد فيه المقر استعدادت مكثفة بوضع شكائر الرمل على جميع منافذ المقر، والتى تم تحصينها بأسلاك شائكة.
وقالت مصادر مطلعة بالجماعة ل«الشروق» إنه إذا استمر الأداء الإعلامى الحالى بالدفع فى اتجاه العنف، فإنه سيتم الضغط على وزير الاستثمار، المنتمى لجماعة الإخوان، لاستصدار قرارات بوقف بث بعض القنوات الفضائية خلال الأحداث، فى حال تصاعدها، وإغلاقها لفترة مؤقتة.
وبحسب المصادر، فإن كل شعبة إخوانية، وأمانة حزبية على مستوى الجمهورية شكلت خلية لإدارة الأزمة، بدءا من المستوى الادارى الأقل للأعلى، قبل تجميعها للجنة المركزية، لمتابعة مسارات الاحداث، بالتوازى مع نقاط ارتكاز لأفراد الجماعة فى عدد من الشوارع الرئيسية بالمحافظات.
فيما اختلفت المصادر حول التعامل مع حرق مقار الجماعة طبقا لمجريات الاحداث على أرض الواقع، ففى بعض المحافظات صدرت تعليمات بالسماح باقتحام المقار دون مقاومة، وفى محافظات أخرى سيتم الدفع بشباب الإخوان للدفاع عنها، مسلحين بالشوم والعصى.
وقال عبدالله صلاح، 30 عاما، أحد المنتمين للإخوان بالبحيرة، إن حالة الشحن المعنوى والايمانى لدى افراد الجماعة عالية، فى ظل وجود حالة من الحذر والتخوف للهجوم المتوقع على محال تجارية مملوكة لقيادات بالجماعة بالمحافظات.
وفى إطار الاستعداد ومتابعة احداث اليوم المتوقعة قام ياسر على، مدير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، بتجهيز غرفتين مركزيتين للعمليات، إحداهما داخل مركز معلومات الوزراء، والأخرى بقصر العينى، بالإضافة إلى غرفة عمليات احتياطية بحى مصر الجديدة لمتابعة الأوضاع أولا بأول ورفع التقارير إلى رئيس مجلس الوزراء.
وكشف على فى تصريحات صحفية عن أن الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء قام بتفقد غرف العمليات والاطلاع عليها وتزويدها بكل الاحتياجات والإمدادات الفنية والبشرية والتى تضم ممثلا من كل وزارة من الوزارات المعنية مثل الداخلية والصحة والدفاع والإعلام وغيرها من أجل التواصل والتفاعل لإدارة الأزمات والكوارث وسرعة التحكم فيها.
وأشار على إلى ان المركز يعمل فى مثل هذه التوقيتات الحرجة بكامل طاقته الإدارية، بالإضافة إلى تكثيف أوقات العمل على مدى 24 ساعة والوجود على مدى اليوم مع طاقم العمل الذى يقوم بإعداد تقارير فورية ترصد الحدث فى أى مكان على مستوى الجمهورية ويتم رفعها إلى رئيس الوزراء.
وتصدرت الصفحات الالكترونية التابعة للجماعة وقواعدها على صفحات التواصل الاجتماعى أمس، أخبار الملاحقات القانونية بحق قيادات ورموز من العارضة، علاوة على قرارات التوقيف بحث عدد من ملاك القنوات الفضائية ورجال الاعمال، بتهم مختلفة، أبرزها: «العمل على قلب نظام الحكم»، الأمر الذى قوبل بحفاوة بالغة من قبل أعضاء الجماعة.
وعلق مراد على، المتحدث الرسمى باسم حزب الحرية والعدالة، قائلا: «صمت قادة جبهة الإنقاذ وحركة وتمرد على دماء أبنائنا التى سالت وكذلك تجاهل بعض وسائل الاعلام وكثير من الصحفيين الليبراليين واليساريين، لجرائم القتل والتخريب والنهب التى تعرض لها مؤيدو الشرعية مثير للخزى».
وأضاف على، فى تصريحات صحفية أمس الأول، أن جرائم القتل والتخريب التى ارتكبها «بلطجية محترفون» استأجرهم رموز الحزب الوطنى الفاسدون، يعاونهم بعض أعضاء من جبهة الإنقاذ وحركة تمرد، هى تأكيد أن المعركة القادمة ضد الفساد حاسمة.
وتساءل على: «تم إطلاق النار على المسيرات التى نظمها المواطنون لتأييد الشرعية ولنبذ العنف وتم تخريب ونهب محال المهندس خيرت الشاطر فى المنصورة وصيدلية الدكتور فريد اسماعيل فى الشرقية فهل يرتاح ضمير قادة جبهة الإنقاذ الذين طلبوا من أنصارهم التحالف مع قادة الحزب الوطنى الفاسدين؟»، مضيفا: «دم الشهداء الذين سقطوا لن يضيع هدرا ولن يثنينا عن تتبع أوكار الفاسدين حتى وإن تواطؤا معهم بعض السياسيين الفاشلين».