فيما سادت حالة من الفرحة بين أعضاء هيئة التدريس والعاملين بجامعة القاهرة، خاصة المنتمين للحركات الثورية، عقب فوز أستاذ القانون الدستوري، جابر نصار، برئاسة الجامعة، ب74 صوتًا مقابل 73 لمنافسه، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، عز الدين أبو ستيت، شن الأساتذة المنتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين هجومًا عنيفًا عليه، معتبرين أنه ينتمي للنظام السابق، كما وصفوه ب«مرشح جبهة الإنقاذ في جامعة القاهرة». وأكد أعضاء هيئة التدريس المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، على المجموعات الخاصة بهم على موقع فيس بوك، أن نصار فاز برئاسة جامعة القاهرة بفارق صوت واحد فقط على أبو ستيت، وهو ما يعنى أنها «أغلبية غير مريحة»، وأن أعضاء هيئة التدريس في الجامعة ليسوا متوافقين عليه، مضيفين أن «نصار قال على نسبة الموافقة على الدستور، التي بلغت 63%، بأنها ليست كافية للدلالة على أغلبية الشارع المصري، فهل سيعتذر عن قبول المنصب اتساقًا مع أفكاره التي يروج لها».
ومن جانبه، قال نصار في تصريحات خاصة ل«الشروق»، «أنا الآن الرئيس المنتخب لجامعة القاهرة بلا تمييز، وأقدر وأشكر من اختارني، وأيضًا من صوت ضدي، فكلنا أبناء جامعة واحدة، ولا تمييز بيننا إلا بالجدارة والتفوق، ومطلوب من الجميع الآن خلع الرداء الحزبي داخل الجامعة، فهي للوطن ولكل أبنائها، وفي خدمة الشعب المصري بكل فئاته، ولست ضد أحد أو مع أحد، لكن مع مصلحة الجامعة حيث تكون».
وأضاف «إذا كان البعض له وجهة نظر معارضه لانتخابي، فهي وجهة نظر محترمة وتقدر، لكن يجب أن تتجمع كل الجهود من أجل جامعة مستقلة شفافة ديمقراطية، كما أعلنت في برنامجي الانتخابي»، مؤكدًا أنه ليس منتميًا لجبهة الإنقاذ أو محسوبًا عليها، أو أي حزب من الأحزاب السياسية، أو له خصومات سياسية مع أحد.
وأوضح «كنت أدير حملتي الانتخابية بمفردي عن طريق الذهاب إلى الكليات، وعندما اعترضت على لجنة الاستفتاء على الدستور ونتيجته، كانت آرائي مهنية وأعتز بآرائي حتى الآن، وأنا ثابت عليها، لكن فيما يتعلق بإدارة الجامعة، فإن الأمر مختلف فهي إدارة ديمقراطية شفافة، لصالح كل مكونات الجامعة، سواء من انتخبوني أو من لم ينتخبوني».
وحول أول القرارات التي سيتخذها في الجامعة، قال «أعطوني فرصة حتى منتصف الأسبوع الحالي، لأطلع على ملفات الجامعة، وأحدد عقبها مباشرة»، مؤكدًا أنه سينفذ كل حرف ذكره في برنامجه الانتخابي.
كان نصار أعلن أمام أعضاء المجمع الانتخابي، عقب فوزه مباشرة، أمس، أنه سيحصل على راتب أستاذ الجامعة فقط، وليس راتب رئيس الجامعة، كما دعا المجمع الانتخابي إلى اجتماع في بداية سبتمبر المقبل، لتشكيل هيئة مكتب يمثل جميع قطاعات الجامعة، ويجتمع شهريًّا بالتوازي مع اجتماع مجلس الجامعة، لمعرفة المشكلات التي تواجه جميع القطاعات، مؤكدًا التزامه باستقلال الجامعة، وتنمية مواردها، وبحث مشاكل العاملين، وأعضاء هيئة التدريس، والاهتمام بالبحث العلمي.
وفي سياق آخر، أعلن رئيس الجامعة حسام كامل، الذي سيبلغ سن المعاش خلال أيام، عن تكريم مجموعة من الصحفيين والإعلاميين الذين يقومون بتغطية أخبار جامعة القاهرة، وقدم الشكر لهم على مجهودهم ووقوفهم بجواره طول مدة خدمته، فيما قدم الصحفيون له درع نقابة الصحفيين، تقديرًا على جهوده خلال فترة توليه رئاسة الجامعة، وقال «إدارة جامعة القاهرة في أيد أمينة، خاصة بفوز نصار، الذي كان مستشارًا قانونيًّا للجامعة، وتربطه علاقة قوية بإدارتها».