تواصل الأحزاب السياسية والقوى الثورية والشعبية بالأقصر، على مدار اليوم الخميس، تعبيرها الرافض لتعيين المهندس عادل أسعد الخياط، المنتمي للجماعة الإسلامية، في منصب المحافظ، وذلك في اعتصام مفتوح أمام ديوان عام المحافظة. وقام الشباب المحتجون برسم الجرافيتى على الحوائط للتنديد بتعيين عضو الجماعة التي تورطت فيما قبل في مذبحة إرهابية للسائحين في المدينة، التي تعيش على السياحة وتحوي ثلث آثار العالم الفرعونية، ورددوا الهتافات وازدادت أعدادهم، بعدما أعلن أعضاء من الجماعة الاسلامية، أنهم سيمكنون المحافظ الجديد من دخول مكتبه.
وترتب على ذلك أن احتشد المئات من شباب الأقصر ومن العاملين بالسياحة لحماية المعتصمين من احتمال هجوم الجماعات لإدخال المحافظ بالقوة، وحملوا العصي والنبابيت، كما أشعلوا النيران فى إطارات السيارات، الأمر الذي جعل الشيخ رفاعي طه، القيادي بالجماعة الإسلامية والرئيس السابق لمجلس شورى الجماعة يصدر أوامره للمحتشدين من أعضاء الجماعة الاسلامية بميدان أبو الحجاج بالانصراف حقنًا لدماء المؤيدين والمعارضين، وأكد طه في كلمته بميدان أبو الحجاج أن المصلحة الأولى للجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية هي مصلحة الوطن.
وقال رفاعي، إن المهندس عادل الخياط، قد عاد إلى موطنه الأصلي بسوهاج ولن يدخل إلى الأقصر إلا بموافقة المؤيدين والمعارضين حفظًا على سلامة المواطنين وعدم تعطل مصالحهم.
وأشار أعضاء من الجماعة الإسلامية بالأقصر، أن الرئاسة وضعتهم في هذا المأزق، وإنهم لو عرفوا قبل القرار لم يكن لهم أن يوافقوا عليه، كما نفى بعضهم وجود صفقات مع النظام لتهدئة الأوضاع في 30 يونيه.
وبرغم فرحة المعتصمين أمام ديوان عام المحافظة بانتصارهم بإجبار المحافظ على العودة إلى بلدته سوهاج، فإنهم لم ينصرفوا مؤكدين بقاءهم لحين استقالة المحافظ رسميًا، وتعيين محافظ مدني له خبرة في التنمية السياحية.
وقال محمود أبو الليل، الناشط الحقوقي، إن الحركات الثورية بالأقصر المتمثلة فى حركة "تمرد" وشباب "ائتلاف الثورة" و"6 إبريل" والأحزاب السياسية مثل التجمع والأحرار والوفد والناصري وحزب المؤتمر مستمرون في الاعتصام والتظاهر حتى تتراجع الرئاسة عن القرار الخاطئ غير المدروس، الذي يقتل صناعة السياحة.
وأصدرت الأحزاب السياسية بالأقصر بيانًا مشتركًا على هامش الاعتصام القائم منذ الأحد الماضي، وحمل البيان اسم حزب التحالف الشعبى الاشتراكي، حزب الدستور، التيار الشعبي.
وقال البيان، إن كوميديا السياسة أذهلت أهالي الأقصر بكل طوائفهم الشعبية والثورية من هول المفاجأة، فقد ضرب الدكتور مرسي وجماعته مثالا للبلاهة السياسية والعبث بسوء إدارة البلاد والاستهزاء بمقدرات شعب الأقصر والتلاعب بقوته، الذي يتعايش منه بشكل أساسي على السياحة لم يكن بمقدور أي محلل أن يتخيل أن رجلا كعادل الخياط (بغض النظر عن سيرته الذاتية العلمية ومشوار تفوقه الأكاديمي) بمرجعيته الفكرية المعادية للسياحة، بعيدًا عن اتهامه او اعتقاله، تلك المرجعية التي يتباهى بها قادت ونفذت عمليات إرهابية ضد السياحة على مدى أكثر من 10 أعوام وإعلانهم الدائم رفضهم للحضارة الفرعونية بل والإنسانية لا يمكن لمن ينتمي فكريًا لهذا الفصيل أن يدخل قصر المحافظة التي ودّعت 65 سائحًا ذبيحًا وتمثيلا على أيدي إخوته في الجماعة منذ سنوات ليست بالبعيدة، بل إن دمائهم ودماء أربعة مصريين كانوا في الحدث الكثيرون يعتبرونها لم تجف بعد.
وتابع البيان: "يأتي قرار دكتور مرسي وجماعته في لحظة مد ثوري حقيقي يستكمل مشوار الثورة بأبدع اشكالها الشعبية، من خلال حركة تمرد الشبابية التي استطاعت كسر حالة السكون الثوري واستطاعت الحركة مد جسورها إلى أقصى نجوع وقرى وأحياء الوطن من شماله إلى جنوبه والأكثر إبداعًا تلك العبقرية الثورية للشباب لتحويلها من حركة تجميع توقيعات سحب الثقة إلى حركة غرفة عمليات إعداد وتجهير للانطلاقة الكبرى في 30 يونيو لإسقاط النظام واستكمال حلقات الثورة، وتنفيذ المشروع الثوري الحقيقي"، وأضاف: "أخيرًا نؤكد على أن يوم 30 يونيو سوف يكون فاصلا في تاريخ مصر الثوري وبداية استكمال مشروع الثورة الحقيقي وإعادة مسار الثورة لخدمة المهمشين والبسطاء وبناء مشروع الاستقلال الوطني و الديمقراطي الحقيقي والعدالة الاجتماعية".
وفي سياق متصل، عقد العاملون بالسياحة اجتماعًا بنادى التجديف بالأقصر لاتخاذ قرار مشترك للتصدى للقرار التعسفى بتعيين الخياط محافظًا للأقصر، وأشاد العاملون بالسياحة بموقف وزير السياحة، الدكتور هشام زعزوع ، ورفضه للخياط محافظ للأقصر، وقالوا إنهم سوف يقفون خلفه لدعمه، متسائلين عن سبب تغيير السفير عزت سعد، الذي كان يسعى دائمًا لعودة التدفقات السياحية للأقصر، وإنه كان يسافر إلى بلدان العالم للتسويق السياحي، معربين عن رفضهم لحديث الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء عن تصميمه على تعيين المحافظ الجديد وضرب عرض الحائط برأى العاملين في السياحة وأبناء المدينة.
من جانبهم، قال بعض أصحاب الفنادق، إن عددًا من الحجوزات تم إلغاؤه، وقال جمال أحمد محمود، صاحب فندق ثلاثة نجوم، إن إدارة الحجوزات بفندقه تسلمت إيميلات بإلغاءات كثيرة في شهر أكتوبر القادم بسبب الأحداث الاخيرة، والمشاكل التي شهدتها الأقصر بسبب تعييين محافظ من الجماعات الإسلامية، مشيرًا إلى أن معظم الفنادق والمطاعم السياحية أوصدت أبوابها والمستمر منها سرح عمالته كلها أو نصفها أو خصم نصف المرتبات، بعدما ذكر تعيين المحافظ الجديد الناس والعالم أجمع بمأساة الدير البحرى عام 1997.
وقال صلاح جابر، الخبير السياحي، إن 7 دول أوروبية ألغت رحلاتها إلى مصر منها ألمانيا وإنجلترا وسويسرا واليابان بسبب هذا القرار الغريب، الذي أعاد للعالم أجمع صورة الدم والإرهاب وذكر العالم بضحاياه الذين زادوا على 60 سائحا من دول مختلفة.
وقرر العاملون بالسياحة استمرار الاعتصام أمام ديوان عام المحافظة حتى يتم إقالة المحافظ.