حذر رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، من أن مكامن الخطر التي باتت تتهدد لبنان تكمن في حزب الله، الذي تحول بفعل الدعم الإيراني غير المسبوق إلى قوة عسكرية وأمنية، تمادت في فرض آليات عملها على الشأن العام وعلى السياسات العامة للدولة ومؤسساتها الدستورية. وأضاف «الحريري»، في كلمة مكتوبة وجهها إلى اللبنانيين عبر مكتبه الإعلامي في بيروت، اليوم الخميس، أنه حاول خلال السنوات الأخيرة أن يعمل مع العديد من القوى السياسية الفاعلة على معالجة الواقع العسكري والأمني لحزب الله.
وأشار إلى أنه يدفع في اتجاه استراتيجية دفاعية تعيد الاعتبار لمكانة الدولة وتحفظ لحزب الله دوره وتضحياته في مواجهة العدوان الإسرائيلي، لكن قيادة حزب الله كانت تتحرك على وقع مشروع آخر وصولا إلى إعلان الحرب على ثورة الشعب السوري واستباحة الحدود اللبنانية.
وأضاف، أن الدولة اللبنانية ترزح منذ سنوات تحت وطأة الشروط وأعمال الترهيب التي يفرضها حزب الله، وليكون رأس حربة في مشروع مشرقي، يشمل العديد من دول المنطقة ويتم الترويج له بقيادة إيران.
وأكد أن التهرب من معالجة سلاح حزب الله ومنع كل سلاح آخر غير شرعي، سيقود لبنان إلى الخراب ويعيد إنتاج ميليشيات مسلحة، إما بحجة التوازن الطائفي في اقتناء السلاح، وإما بحجة حق الدفاع عن النفس وعجز الدولة عن حماية أبنائها، مشيرًا إلى أن حزب الله يضع الطائفة الشيعية في مواجهة كل الطوائف اللبنانية، خصوصًا وأن كل التجارب التي خاضها اللبنانيون مع الحزب، تؤكد بأنه يضع دائماً مصلحته فوق مصلحة الدولة.
وأشار إلى أن هناك من يعمل على وضع لبنان في قلب العاصفة ويجعل من الانتخابات البرلمانية عملية ديمقراطية متصدعة تُجرى بشروطه تحت هيمنة السلاح أو تتأجل بشروطه أيضاً بداعي القتال خارج الحدود.