حذر رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري من أن مكامن الخطر التي باتت تتهدد لبنان تكمن في حزب الله الذي تحول بفعل الدعم الإيراني غير المسبوق إلى قوة عسكرية وأمنية تمادت في فرض آليات عملها على الشأن العام وعلى السياسات العامة للدولة ومؤسساتها الدستورية. وقال في كلمة مكتوبة وجهها إلى اللبنانيين عبر مكتبه الإعلامي في بيروت أنه حاول خلال السنوات الأخيرة أن يعمل مع العديد من القوى السياسية الفاعلة على معالجة الواقع العسكري والأمني لحزب الله.. وأن يدفع في اتجاه استراتيجية دفاعية تعيد الاعتبار لمكانة الدولة وتحفظ لحزب الله دوره وتضحياته في مواجهة العدوان الإسرائيلي لكن قيادة حزب الله كانت تتحرك على وقع مشروع آخر وصولا إلى إعلان الحرب على ثورة الشعب السوري واستباحة الحدود اللبنانية من خلال نقل آلاف المقاتلين المزودين بالآليات والسلاح المدفعي إلى الداخل السوري. واعتبر أن أيا من طوائف لبنان لايمكن أن يكون في منأى عن المنزلق الذي يتولى حزب الله جر لبنان إليه..حيث أعطى لنفسه حقوق الدول في اتخاذ القرارات المصيرية دون أن يقيم اي اعتبار لحساسيات المجموعات التي يعيش معها فضلا عن استقوائه غير المسبوق بفائض القوة المسلحة التي يمتلكها. وأشار إلى أن الدولة اللبنانية ترزح منذ سنوات تحت وطأة الشروط وأعمال الترهيب التي يفرضها حزب الله وليكون رأس حربة في مشروع مشرقي يشمل العديد من دول المنطقة ويتم الترويج له بقيادة إيران. وأبدى أسفه لأن هناك في لبنان من يريد أن يقفز فوق هذه الحقيقة وأن يتعامل مع أمر الواقع المذهبي والأمني والعسكري الذي فرضه حزب الله باعتباره واقعا سياسيا لا مرد له وتفسح أمامه في المجال نحو المزيد من سياسات الاستقواء وترسيخ نهجه في نفي الدولة والخروج على قواعد المشاركة الوطنية.