أعلنت مصادر طبية أمس ان عدد من قتلوا في اشتباكات بين مسلحين من السنة والعلويين في مدينة طرابلس ارتفع الي عشرة قتلي علي الأقل ليلة أمس الأول في اشتباكات وصفها سكان بأنها من اعنف الاشتباكات التي شهدتها المدينة الواقعة في شمال لبنان منذ الحرب الأهلية اللبنانية. بينما أبدي رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي تخوفه من محاولات لتوريط لبنان في الصراع الدائر حاليا بسوريا، مطالبا جميع المسئولين والقيادات التعاون لإبعاد لبنان قدر المستطاع عن النار المشتعلة من حوله وحمايته من الأخطار. واعتبر - في تصريح له أمس - أن الأحداث الدموية الجارية في مدينة طرابلس هي في بعض جوانبها محاولة جديدة لزج لبنان في الصراع الخارجي علي نطاق واسع، مشيرا إلي أنه تم إعطاء التوجيهات للجيش اللبناني والقوي الأمنية لضبط الوضع بحزم ومنع كل مظاهر الإخلال بالأمن وتوقيف المتورطين في هذه الأحداث. ودعا القيادات المعنية إلي دعم الجيش اللبناني فعليا في مهامه محذرا من أن أحداث طرابلس ونتائجها وما يترتب عليها من قتل وخراب ودمار سينعكس ليس علي المدينة فحسب بل علي لبنان الدولة والكيان. وردا علي سؤال حول استمرار البعض في المطالبة باستقالة الحكومة قال إن هذه المطالبة ليست جديدة بل بدأت مع تشكيل الحكومة، مشيرا إلي أنه سبق أن أعلن بأنه تسلم مهمة وطنية مقتنعا بها وسيستمر طالما فرضت الضرورة ذلك. في الوقت نفسه نفت قيادة الجيش اللبناني أن تكون سحبت عناصرها من منطقة الاشتباكات في مدينة طرابلس بشمال لبنان. وأوضحت القيادة - في بيان لها أمس - أن القوي العسكرية تنفذ خطة كاملة وتؤدي واجبها التام في التصدي للمخلين بالأمن، والرد بحزم وقوة علي مصادر النيران من أي جهة كانت وتتعاطى في الوقت ذاته مع الوضع بحكمة وتبصر لمنع تحويل المدينة إلي ساحة للفتنة الإقليمية. من جانبها أكدت قوي 14 آذار اللبنانية إن الدولة بدأت يظهر عليها أعراض السقوط بسبب عجزها عن تأمين الحد الأدني من الاستقرار، وعدم رغبتها في القيام بواجبها في ضبط الأمن علي جميع أراضيها. وحذرت القوي في بيان صادر عن أمانتها العامة أمس من أن هذا الوضع يعيد إلي الأذهان حالة الدولة التي كانت عليها خلال الحرب الأهلية، سواء فيما يحدث من قطع للطرق أو عصابات التفجير والخطف. وأشارت إلي أن هذه الأحداث تندرج ضمن مخطط واضح لتفجير لبنان بالتزامن مع انهيار النظام السوري، وذلك بقرار سوري إيراني يستخدم أدوات لبنانية كانت ولا تزال تابعة لهذا المحور ورهن تعليماته الأمنية، مؤكدة أن ذلك كله لم ينجح في إعادة إنتاج الحرب الأهلية بلبنان بفضل وعي المواطنين، ورفضهم أن يكونوا وقودا لنيران القوي الإقليمية مرة أخري. وأوضحت أن وعي فريق القوي شكل حجر الزاوية في الرفض اللبناني لسيناريو الخراب، حيث وفرت قيادات 14 آذار الغطاء السياسي لإحباط مخطط الفتنة، وأسهمت في عدم الانزلاق نحو المزايدات المذهبية. وطالبت القوي الحكومة بإصدار الأوامر الصريحة للجيش اللبناني وقوي الأمن الداخلي بالتدخل الحاسم للإفراج عن جميع المخطوفين وملاحقة المجرمين بصرف النظر عن الجهات التي توفر لهم التغطية المعنوية أو الدعم المادي. كما طالبت التقدم بشكوى إلي الجامعة العربية، ومجلس الأمن الدولي ضد الحكومة السورية بسبب انتهاكها لسيادة لبنان وزعزعة استقراره وبطرد السفير السوري من لبنان. بينما نفذت مصلحة الطلاب في حزب الكتائب اللبنانية اعتصاما أمس أمام مقر وزارة الخارجية اللبنانية في حي الاشرفية المسيحي، وطالبوا بإعادة النظر في المعاهدات اللبنانية السورية وإلغاء المجلس الأعلى اللبناني السوري. وانتقد المعتصمون السياسة التي تنتهجها وزارة الخارجية حيال الخروقات السورية للسيادة اللبنانية، معتبرين أنها لا تضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار مطالبين بعلاقات دبلوماسية عادية مع سوريا.