مع مرور مائة يوم على أداء حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نيتانياهو، القسم فى نهاية مارس الماضى، يتضح جليا أنه لا تأثير يُذكر لوزير الخارجية، أفيجدور ليبرمان، على السياسة الخارجية الإسرائيلية. هذا ما خلصت إليه صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس، مستدلة على ذلك بأن نيتانياهو ووزير دفاعه، إيهود باراك، هما المسئولان عن العلاقات مع الولاياتالمتحدة، فيما يضطلع الرئيس الإسرائيلى، شيمون بيريز، بملف العلاقات مع العالم العربى. وخلال مباحثات تشكيل الحكومة، تمسك ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا (علمانى يمينى متطرف)، بأن يكون المسئول عن العلاقات مع واشنطن، لكن الحقيقية أن إيهود باراك هو الذى يتفاوض مع إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، حول الضغوط الأمريكية على إسرائيل لوقف جميع الأنشطة الاستيطانية فى الضفة الغربيةالمحتلة. وقد التقى باراك مع ميتشل فى لندن أمس، فى ثانى لقاء بينهما خلال أسبوع، ضمن مساع تل أبيب للتوصل إلى تفاهم مع واشنطن حول مسألة الاستيطان الخلافية بين الدولتين الحليفتين منذ عشرات السنين. كذلك لا تبدو فى الأفق نهاية قريبة لمقاطعة كل من مصر والأردن لليبرمان، الذى يشتهر بآرائه ومواقفه المتطرفة تجاه العرب، وقد سبق له أن هدد بقصف السد العالى فى جنوب مصر، وتطاول على الرئيس حسنى مبارك، قائلا: «فليذهب إلى الجيحم» إذا لم يرغب فى زيارة إسرائيل. وضمن تحركاته لتعويض غياب ليبرمان على الساحة العربية، يلتقى بيريز فى القاهرة اليوم مع الرئيس مبارك، كما يلتقى العاهل الأردنى، الملك عبدالله الثانى، فى عمان غدا، بحسب الصحيفة. وكثيرا ما يلتقى بيريز بوزراء الخارجية الذين يزورون إسرائيل، وبالأمس اجتمع مع وزير الخارجية الألمانى، فرانك فالتر شتاينماير، وصرح بأن سوريا لن تتسلم هضبة الجولان على طبق من فضة، داعيا الرئيس السورى، بشار الأسد، إلى التفاوض مباشرة ودون شروط مسبقة. وقبل أيام انتقد الرئيس الفرنسى، نيكولا ساركوزى، ليبرمان، ناصحا نيتانياهو خلال لقائهما فى باريس الأسبوع الماضى، التخلص من ليبرمان، وتعيين زعيمة المعارضة، تسيبى ليفنى، مكانه، معتبرا أنه برفقة ليفنى وباراك يمكن لنتنياهو دخول التاريخ. وأضافت «هاآرتس» أن العديد من الدبلوماسيين الذين التقوا ليبرمان، خرجوا بنتيجة مفادها أنه ما من وزير خارجية لإسرائيل، وأنه لا تأثير لليبرمان مطلقا على عملية صنع القرار فى إسرائيل. وحتى خلال زيارته للولايات المتحدة لم تتح لليبرمان فرصة لقاء الرئيس الأمريكى، بالرغم من أن أوباما استقبل فى البيت الأبيض كلا من بيريز ونيتانياهو وباراك الذين زاروا واشنطن قبل ليبرمان. وبرغم هذه الحقائق، فإن مسئولى وزارة الخارجية الإسرائيلية يحاولون جاهدين حماية ليبرمان، بترديد أنه ما من قرار فى السياسة الخارجية إلا ويتخذ بالمشاركة معه، مشددين على أن أى صورة أخرى يحاول البعض رسمها لليبرمان كوزير خارجية هى صورة زائفة.