وصفت افتتاحية صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية تعيين أفيجدور ليبرمان وزيرا للخارجية الإسرائيلية بأنه "أحد أكبر أخطاء نيتانياهو المدمرة". وقالت إن أصداء خطاب ليبرمان "الفضيحة" أمام الأممالمتحدة ما زالت تتردد حتى الآن، ومع ذلك خرج ليبرمان بتصريحات جديدة مؤخرا تظهر وجه إسرائيل القبيح. وكان ميجيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني ونظيره الفرنسي برنارد كوشنير في ضيافة ليبرمان، عندما أفشى ليبرمان نص محادثاتهم الهاتفية معه بعد ساعة فقط إلى الصحافة، واعتبره الاثنان أنه ضرب بعرض الحائط كل قواعد الدبلوماسية، وخان ثقتهم. كان رد ليبرمان على الاتهامات الغاضبة هو أن قال لهم: "حلوا مشاكلكم أولا قبل الشكوى من إسرائيل". وأكد ليبرمان أنه لم يكن ينوي أن تظهر كلماته وكأنها توبيخ لهما، مشددا على أنه لم يعتذر للوزيرين. من جانبها، أشارت الصحيفة إلى أن سلوك ليبرمان معيب، وتكرر كثيرا، و يعني أن رئيس "إسرائيل بيتنا"، أي ليبرمان، يسعى إلى تحويل السياسة الخارجية الإسرائيلية إلى معقل يميني متشدد. وفي الوقت الذي كان بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء، والسفراء وكافة الوزراء الإسرائيليين وحتى رئيس إسرائيل يحاولون أن يظهروا تفاهمهم مع الفلسطينيين، لم يفوّت وزير الخارجية أية فرصة ليجعلهم واهمين أمام العالم. وبعد أن طمأن نيتانياهو الوزيرين الأوروبيين أنه يمكن التوصل لاتفاق سلمي خلال عام واحد، أكد ليبرمان على أن "من يقول هذا الكلام ساذج وواهم". وشددت الصحيفة في مقالها الافتتاحي أن تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية يعتبر من أكثر الأخطاء المدمرة التي ارتكبها نيتانياهو، موضحة أن كل يوم يستمر ليبرمان في منصب وزير الخارجية ويمثل إسرائيل فيه يؤكد أكثر على مدى الدمار الذي يسببه لإسرائيل. ونفت أن يكون عذر نيتانياهو مقبولا عندما يقول إن ليبرمان لم يطلع على خطاب الأممالمتحدة قبل أن يًُدلي بتصريحاته، وعلى نيتانياهو أن يتحمل المسؤولية الكاملة عن تدهور سياسات إسرائيل الخارجية، التي استهلكت سنين طويلة من العمل الشاق لتصبح على ما هي عليه الآن.