«مولد السيدة زينب» واحتفالات كل عام تشهد افتراش المريدين على جانبي الطريق المؤدي لمقامها، فمنهم من استسلم لسلطان النوم بفعل الإرهاق ومشقة السفر، ومنهم من يسهر على الأناشيد الصوفية بصوتها العالي الصادر من المقاهي الممتلئة بالزبائن، أو من داخل المولد نفسه الذي لا يفصل بيننا وبينه سوى أمتار قليلة، كما ينتشر بعض الصبية على وجوههم ملامح البهجة والسعادة، خلال ركضهم نحو المولد ووسط الحواجز الحديدية على مداخل ميدان السيدة زينب. الأناشيد الروحية:
خيام الطرق الصوفية تنتشر على جانبي الطريق بمجرد أن تجتاز الحواجز الحديدية، حيث تعلو أصواتهم بالابتهالات والأناشيد الدينية وسط أجواء روحانية، تكاد أن ينفصل فيها مريدو كل طريقة عن العالم الخارجي، وتخرج أناشيد مريدي الطرق الصوفية عبر مكبرات الصوت، مصحوبة بتمايل أجسادهم مع ألحان وكلمات أهل الصوفية، ومنها "بنجدد عهدنا مع آل البيت".
"تمرد" لم تترك الميدان:
وعلى بعد خطوات من أجواء الاحتفالات بالميدان، انتشرت حملة "تمرد" لجمع التوقيعات من المريدين، لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتنوع المشهد بين جلوس بعض أعضاء الحملة على مقعد خشبي وأمامهم منضدة وآخر وقف وسط الميدان رافعين الاستمارة ليسترعي انتباه المارة، قائلا أثناء انشغاله بجمع توقيعات المواطنين: "هيمشي إن شاء الله".
«كاتي اللي بتطير»:
في نهاية الطريق وعلى أطراف الميدان نصب سيرك المولد، وعبر مكبرات الصوت تم الإعلان عن فقرات السيرك والتي من بينها «كاتي اللي بتطير»، فيتدافع الصبيه والشباب للحصول على تذكرة السيرك ب2 جنيه لمشاهدتها، وعلى منصة المسرح التي تبلغ مساحته 4 متر × 3 متر تظهر "كاتي" فتاة في العشرينات من عمرها لون بشرتها كمي النيل، برداء بمبي زاهي اللون. وتقف الفتاة على المنصة موجهة نظرات حادة للجمهور دون أن تتحدث فزميلها "كوبشة" كفيل بذلك.
"سلك موجب وسلك سالب هنحطهم على أيد كاتي.. وهنولع منها نار" هكذا أوضح كوبشة زميل الفتاة العشرينية للجمهور الفقرة، قبل أن ينجح في تنفيذها ثلاث مرات.
وبعد ذلك وضع "كوبشة" الفتاة العشرينية "كاتي" داخل شيء أشبه بصندوق لم يظهر منها إلا رأسها وأقدامها، وبدأ في القيام بحركات وإشارات بيديه أعلى الصندوق، فيرتفع بضع أقدام عن الأرض، مرددًا "كاتي بتطير في الهواء كل من عزم عليها نزلها"، يقول ذلك وهو يؤكد للجمهور أن لا شيء يحملها عبر تمرير حلقة من أسفل وأعلى الصندوق دون اندهاش من الجمهور المتواجد، فكل شيء في المولد متوقع.