استبدال وقود المازوت والغاز الطبيعى بالفحم للصناعات كثيفة استهلاك الطاقة كصناعة الأسمنت هى أحد الأهداف الاستراتيجية التى تضعها الحكومة حاليا على رأس أولوياتها فى ظل أزمة الطاقة الحالية، إلا أن عملية التحول إلى الفحم قد تواجه عقبات، بحسب ما قاله عمرو القاضى، المدير بشركة لافارج للأسمنت، نظرا لوجود اتجاه قوى دوليا لعدم الاعتماد على طاقة الفحم بسبب أضرارها البيئية، مما قد يصعب على الشركات المصرية الحصول على فرص تمويل للتحول إلى الفحم. نسبة كبيرة من مصانع الأسمنت فى أوروبا تترك حاليا طاقة الفحم وتتجه إلى مصادر بديلة، كما قال القاضى أمس الأول فى مؤتمر شركة جلوبال تريد ماترز، مشيرا إلى ان شركته تتجه إلى الاعتماد على تكنولوجيا الطاقة الناتجة من حرق المخلفات والتى تتمتع مصر بوفرة كبيرة منها.
وتعتمد لافارج حاليا على توفير 5% من الطاقة المستخدمة فى الإنتاج من خلال المخلفات العضوية وأنواع أخرى من المخلفات، بحسب ما قاله خالد غريب، رئيس قطاع الاستراتيجيات بالشركة ل«الشروق».
كان وزير الصناعة والتجارة الخارجية حاتم صالح قد أكد فى تصريحات سابقة على اتجاه الحكومة للتشجيع على استخدام مصانع الأسمنت لطاقة الفحم كمصدر بديل للطاقة، وأعلن عدد من شركات الأسمنت عن اتجاهه إلى الفحم فى ظل نقص المتاح لديه من الطاقة الأمر الذى تسبب فى تراجع الطاقة الإنتاجية. «لافارج تعمل ب40% من قدرتها الإنتاجية بعد انخفاض الطاقة بنسبة 60% إلى 80% وهو ما يرفع تكاليف إنتاجنا بما يتراوح بين 15% إلى 20%»، كما أضاف غريب.
وبالرغم من ان الفحم يطلق عليه «طاقة قذرة ولكنه لايزال يستخدم بقوة فى العالم بسبب انخفاض أسعاره» كما يقول صلاح الحجار، أستاذ الهندسة بالجامعة الأمريكية، الذى اعتبر ان للفحم فرصة جيدة فى السوق المصرية فى ظل انخفاض أسعاره عن المازوت بما لا يقل عن 40% «المهم هو تطبيق تكنولوجيا تقلل من أضراره البيئية، وهناك حلول لتلك المشكلة بل ان دولا مثل الدنمارك استطاعت ان تنتج الجبس من الكبريت المنبعث من عملية حرق الفحم»، كما يضيف الحجار.
إلا أن الحجار يرى ان عقبة أخرى غير التلوث قد تصعب الاعتماد على الفحم فى مصر «إنتاجنا المحلى من الفحم ضعيف جدا فهو يتركز فى فحم المغارة بشمال سيناء لذا ستضطر المصانع للاعتماد على استيراد الفحم فى ظل نقص العملة الصعبة حاليا». «قد نستطيع تنمية إنتاجنا المحلى من الفحم ولكن هذا صعب على الأجل القصير» كما يقول حمدى زاهر رئيس المجلس التصديرى للثروة المعدنية، مضيفا ان «فحم المغارة متوقف منذ سنوات وعليه ديون تصل إلى مليار جنيه، فى الأجل القصير لن نجد بديلا لاستيراد الفحم».
ويرى زاهر ان تكاليف استيراد الفحم ستتوقف على جودته وتكاليف شحنه، «هناك دول فى أفريقيا وشرق أوروبا تصدر الفحم كما ان أستراليا أيضا من أبرز مصدريه»