أعلنت أسر طلاب الثانوية العامة حالة التقشف استعدادا للمرجعات النهائية للامتحانات، المقررة السبت المقبل؛ وأصبح شغل الأسر الشاغل تدبير ميزانية منفصلة لتلك المراجعات، لأهميتها الشديدة للطلبة، على الرغم من ارتفاع أسعارها وتحايل بعض المعلمين لزيادة عدد حصصها. بدأت أولى حصص المراجعة فى اللغة العربية، يدفع الطالب 250 جنيها مقابل عشر حصص، بما يعنى أن سعر الحصة الواحدة 25 جنيها، كما تدفع هبة عبدالرحمن، طالبة الصف الثالث الثانوى الأدبى، فى مركز بشبرا، حيث تذهب كل يوم للمركز لحضور مراجعات مستمرة حتى ليلة الامتحان.
بعض المدرسين لا يراعون ظروف الطلاب، كمدرس العربى، حسبما تقول هبة، بل إن هناك آخرين يستغلون الطلاب ويبتزونهم، وتضرب مثالا على ذلك بمدرسة مادة الجيولوجيا التى تحصل على أموال المراجعة النهائية مقدما قبل إعطاء الحصص، وطالبت الطلاب بدفع 50 جنيها مقابل حصة واحدة، و20 جنيها أخرى مقابل مذكرة المراجعة، وعندما اعترض الطلاب قالت لهم «اللى مش عاجبه ميجيش».
أما اللغة الإنجليزية فتدفع هبة 60 جنيها مقدما لحصتين متتاليتين، فى حين أنها دفعت للفلسفة 50 جنيها مقابل حصتى مراجعة، بالإضافة إلى 50 جنيها أخرى لعلم النفس والاجتماع، فى أحد المراكز المتخصصة، التى يشتد الزحام فيها فى هذه الأيام بسبب تجمع جميع الطلاب فى وقت واحد، مما قد يؤدى فى بعض الأحيان إلى صعوبة فهم بعض الأجزاء أو التواصل مع المدرس، لافتة إلى أن معظم المراكز التى تتردد عليها بعيدة عن منزلها وتستعين بالمواصلات للذهاب إليها قائلة «المواصلات دى ميزانية تانية لوحدها».
وعلى الرغم من أن عبدالرحمن، والد هبة، ضابط متقاعد فإنه يؤكد أن «بعض المعلمين لا يراعون ظروف الأسر الآن، فالأب يدفع طوال السنة تكاليف باهظة للدروس الخصوصية، وملازم وكتب خارجية، وفى النهاية يضاعف المدرسون رسوم المراجعات النهائية، مضيفا: «قبل اقتراب الامتحانات أعلنت حالة الطوارئ بالمنزل لتوفير المناخ المناسب للمذاكرة، وتخصيص ميزانية منفصلة لهم بعيدة عن متطلبات البيت لضمان عدم التقصير فى أى أموال، لكننا نطالب المعلمين بأن يرحمونا».
المراجعات لا تتوقف على الصف الثالث فقط، فهناك بقايا الصف الثانى من نظام الثانوية القديم، فعلى الرغم من أن سارة فرغلى، طالبة الصف الثانى الثانوى بالقسم الأدبى، لم تحصل على دروس خصوصية فى اللغة العربية واللغة الأجنبية الثانية، فإنها بدأت تواظب على حضور المراجعات النهائية بشكل منتظم لما تتضمنه من شرح هام، والتركيز على النقاط الهامة فى المناهج لمذاكرتها.
والد سارة متوفى، كان يعمل فى وزارة الزراعة ولها 4 أخوة آخرين، والمعاش، كما تقول، لا يكفى احتياجات الأسرة، فتحصل على أموال الدروس من أخيها الأكبر، المحاسب فى إحدى الشركات الخاصة، وتتراوح أسعار المراجعات فتدفع للتاريخ 50 جنيها، وللإنجليزى 30 جنيها، وللرياضة 50 جنيها، وللإيطالى 30 جنيها، أما اللغة العربية فتدفع لها 50 جنيها.
تعمل والدة منة نهارا فى إحدى محال الملابس، وتعود ليلا وتبيع بعض الملابس لجيرانها وزملائها للحصول على أموال لتوفير متطلبات الحياة، ومنة ترغب فى أن تلتحق بكلية الهندسة فتعتمد على المراجعات النهائية، وبلغ إجمالى ما أنفقته عليها خلال هذا الشهر نحو 700 جنيه خصوصا مادتى الرياضيات والفيزياء، وقالت: «هذا المبلغ جعل أسرتى تؤجل شراء مروحة لمنزلنا رغم ارتفاع حرارة الجو».