قال مساعد وزير الخارجية الإيراني لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حسين أمير عبداللهيان، إن «مصر تتمتع بموقع متميز في سياستنا الخارجية، فهي دوله صديقة وشقيقة، ولها موقع حضاري وديني وتاريخي مميز.. لكن للأسف وجدناها خلال العقود الثلاثة الماضية في عهد (الرئيس السابق حسني) مبارك في معسكر الكيان الصهيوني ومع بقية الأعداء، وهذا لم يكن مقبولا؛ لذا عبرنا في الأسابيع الأولي للثورة المصرية عن دعمنا للتطورات الجديدة». وخلال لقائه وفدا مصريا من 23 صحفيا في مقر وزارة الخارجية في العاصمة طهران مساء أمس الأول، مضي قائلا: «في حرب ال33 يوما (حرب إسرائيل علي لبنان صيف 2006) وحرب ال22 يوما (حرب إسرائيل علي قطاع غزة نهاية 2008 وبداية 2009) كان نظام مبارك بجانب الكيان الصهيوني ضد محور المقاومة».
وتابع السفير الإيراني: «بينما في ظل النظام الجديد زار رئيس وزراء مصر قطاع غزة خلال حرب الأيام الثمانية (العدوان الإسرائيلي الأخير علي غزة)، وأعرب عن تعاطفه مع الشعب الفلسطيني المظلوم.. وهذا التغيير يتفق مع إرادة الشعب المصري، فقادة مصر يسيرون في الاتجاه الصحيح».
وردا علي سؤل حول أسباب تعدد زيارات المسئولين المتبادلة بين مصر وإيران وكثرة التصريحات المتقاربة، لكن دون تغيير ملموس علي الأرض، أجاب بأن «إيران راغبة بشدة ومستعدة للتعاون مع مصر في كافة المجالات.. مستعدون لتقديم كل دعم ممكن للشعب والنظام المصري».
وأردف قائلا إن: «رفع مستوي العلاقات بيد النظام المصري، ونحن نتفهم تماما الضغوط التي تمارس علي القاهرة كي لا تفعل ذلك.. إن مكاتب رعاية المصالح في البلدين علي مستوي سفارتين، ويتصرفان علي هذا الأساس».
ومحددا مصدر ما يراها ضغوطا علي مصر، شن السفير الإيراني هجوما حادا علي السعودية بقوله: «لا توجد حقوق للإنسان في السعودية فكيف تتحدث عن الديمقراطية في سوريا؟!.. علي قادة الخليج أن يحلوا مشكلاتهم مع شعوبهم قبل أن يتحدثوا عن الديمقراطية.. ولا يحق للخليج أن يحدد مستوي العلاقات بين القاهرةوطهران».
وعن رؤيته لمقبل الأيام في مصر، قال: «نحن متفائلون بمستقبل مصر، وواثقون أن المؤامرات التي تحاك ضد الشعب والنظام المصري لن تنجح.. ولدي مصر إمكانات كبيرة ونتمني أن نراها قريبا بلدا متقدما ومؤثرا، فهذا هو موقعها الطبيعي.. ومصر بحاجة إلي الاهتمام بالاقتصاد وبمعيشة الشعب، ونحن مستعدون لدعم الاقتصاد المصري».
وتابع: «نعتز بوجود بلد مثل مصر في الشرق الأوسط، فقد كانت وما زالت رائدة في العديد من القضايا.. ولسنا ضد أي طرف في مصر، وندعم الوحدة بين جميع المصريين».
وبعتاب انتقل السفير الإيراني إلي ما نراه «ربيعا عربيا» ويعتبره الإيرانيون «صحوة إسلامية»، بقوله: «أعتب علي الإخوة المصريين.. كيف لا تنامون بارتياح جراء قتل الشعب السوري وتتجاوزون عما يحدث في البحرين، رغم أن البلدين إسلاميان، وحكام البلدين قاما بتصرفات غير مقبولة».
ورأي أن ما يحدث في البحرين، المملكة ذات الأغلبية الشيعية والتي تحكمها أسرة آل خليفة السنية: «ثورة وليس مواجهة بين سنة وشيعة، فنظام الحكم علماني.. وعامة نحن لا نتبع نهجا طائفيا، بدليل أننا ندعم حركة (المقاومة الإسلامية) حماس السنية بنفس قوة دعمنا لحزب الله (اللبناني) الشيعي، فهدفنا هو تحرير فلسطين، وكسر الكيان الصهيوني الغاصب».
وعن رؤية بلاده للملف السوري، اعتبر أن ما يحدث في سوريا منذ اندلاع احتجاجات مارس 2001 يهدف إلي «ضرب محور الممانعة، ونحن كجمهورية إسلامية لن نسمح بسقوط (الرئيس السوري بشار) الأسد رغم مشاكل نظامه، فهو رئيس شرعي، ولن نسمح أيضا بتقسيم سوريا».
وحدد السفير عبداللاهيان ما قال إنه موقف بلاده في ثلاث نقاط، وهي: «وقف القتل والمجازر، إجراء حوار وطني بين الحكومة والشعب، وإجراء انتخابات في أجواء حرة وآمنة تحت رقابة دولية».
ومستنكرا تساءل: «الغرب يقول إن الأسد فقد شعبيته.. فلماذا إذن يرفض الغرب إجراء انتخابات.. أليس متأكدا من أن الأسد سيخسر؟!». قبل أن يجيب بقوله إن «الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب عامة يدعمون التكفيريين، ولا سيما جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، لتدمير سوريا كأحد عناصر محور المقاومة للمحور الصهيوني».
وشد علي أن «كل الصواريخ التي ضربت الكيان الصهيوني في حروب ال33 يوما وال22 يوما والثمانية أيام هي صواريخ إيرانية، بل إن التقنية الصاروخية الإيرانية جري نقلها إلي جماعات المقاومة، وباتت الصواريخ تصنع في مناطق المقاومة».
وردا علي سؤال عما يتردد عن تردي العلاقات بين طهران وحماس علي خلفية موقف الحركة من الأزمة السورية، أجاب السفير الإيراني بأن «العلاقان مع قادة حماس في أفضل حالاتها، فالأخوة في حماس تفهموا أن ما يحدث في سوريا ليس ثورة، وحتي إن كان ثورة فقد استغلتها أمريكا.. ونحن كجمهورية إسلامية لن نسمح بإضعاف المقاومة لا في سوريا ولا في لبنان ولا في غزة».
وختم حديثه بأن «ما يحدث في سوريا هدفه مساعدة الكيان الصهيوني بأموال سعودية وقطرية وبتعاون تركي وبدعم أمريكي وفرنسي، ونحن لم نرسل رصاصة واحدة إلي دمشق، وهم لم يطلبوا، فلديهم ما يكفيهم، وبينهم وبين روسيا حلف دفاعي»، علي حد قوله.
لكن كان لافتا تزامن نفي مساعد وزير الخارجية الإيراني إرسال أسلحة إلي سوريا مع تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، بعنوان «التكنولوجيا الروسية والإيرانية تعزز قدرات الأسد»، نقلت فيه عن مسئولى مخابرات فى الشرق الأوسط ومحللين قولهم إن «تكنولوجيا متقدمة قدمتها روسياوإيران منحت قوات النظام السورى ميزات جديدة فى تعقب وتدمير قوات المعارضة، وتعزيز مكاسبها فى المعارك».
وعدد هؤلاء الخبراء تلك التكنولوجيا في «أعداد كبيرة من طائرات المراقبة الإيرانية من دون طيار، وأنظمة مضادة لقذائف الهاون مشابهة لتلك التى تستخدمها القوات الأميركية لتعقب مصدر قذيفة الهاون».