أكد الخبير الأثري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن الحركة الصهيونية العالمية كشفت عن أطماعها فى المياه العربية، منذ تأسيسها. وجاء ذلك منذ أن عرض "تيودور هرتزل" مؤسس الصهيونية على الحكومة البريطانية فكرة توطين اليهود فى سيناء، واستغلال ما فيها من مياه جوفية، والاستفادة من بعض مياه النيل، ورفضت الحكومتان المصرية والبريطانية، هذا المشروع.
وقال ريحان، في تصريح له، اليوم الجمعة، إنه في أعقاب حرب 1967 سيطرت إسرائيل على مصادر المياه العربية الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط، وهي حوض نهر الأردن الأعلى، الذي ينبع من لبنان وسوريا، وحوض نهر اليرموك المشترك بين الأردن وسوريا والخزانات الجوفية الضخمة تحت الضفة الغربية بفلسطين والمعروفة بخزان الجبل وبئر الجبل، ويقبع الفلسطينيون في هذه المأساة منذ ذلك العام.
وأضاف ريحان، أن الدولة الصهيونية أصدرت قرارًا، بعد احتلالها للضفة الغربية، ينص على أن جميع المياه الموجودة في الأراضي الفلسطينية، التي جرى احتلالها (الضفة والقطاع)، هي ملك خالص لها، وبدأت في سحب المياه من الأراضي الفلسطينية لتغذية المدن المحتلة بحوالي 700 مليون م3، ويحصل الفلسطينيون على حوالي 134 مليون م3، أي ما يعادل 19% فقط من المياه الفلسطينية.
وأشار إلى أن الدولة الصهيونية قامت أيضًا بالاستحواذ على مياه نهر الأردن وتخزينها في بحيرة طبرية، ثم نقلها من الشمال للجنوب لتغذية المناطق المحتلة المختلفة، وتحصل الدولة الصهيونية على 60% من مياه نهر الأردن، بينما يحصل الأردن على 25%، وسوريا على 15%، رغم أن مياهه تنبع من سوريا.
كما أوضح أنها قامت بمنع الفلسطينيين من الوصول لنهر الأردن، ودمرت كل المضخات على النهر، وطردت المزارعين، كما تسيطر على 88% من مصادر المياه الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما تستغل مياه الأودية التي تقدر بحوالي 72 مليون م3، وتمنعها من الوصول للمناطق الفلسطينية.
وأكد أن ما يحدث على الساحة حاليًا هو جزء من هذا المخطط، الذي يهدف إلى دق طبول حرب مياه بمنطقة الشرق الأوسط، مطالبًا بالتكاتف الدولي والعربي السريع لنزع فتيل الأزمة؛ حيث إن استقرار مصر يعني استقرار الشرق الأوسط، واستقرار الشرق الأوسط يعني السلام والأمن لكل شعوب العالم.