عبرت منظمة اليونيسيف عن «قلقها البالغ» من بشأن سلامة المدنيين فى مدينة القصير السورية، وتخشى من أن يكون آلاف الأطفال والنساء عالقين فى البلدة بسبب العنف، فى الوقت الذى يدخل القتال يومه السادس. وقالت المنظمة المعنية برعاية الأطفال حول العالم فى بيان حصلت الشروق على نسخة منه إنه «يعتقد أن ما بين 12 و20 ألف شخص، معظمهم من الأطفال، مازالوا داخل المدينة»، من مجموع سكان بلغ 30 ألف نسمة بحسب البيان.
وأضاف البيان أنه «خلال الأيام القليلة الماضية فرت مئات الأسر إلى لبنان ومناطق مختلفة داخل سوريا»، 500 أسرة فرت إلى حسياء بريف حمص، وانضمت إلى 1144 عائلة فرت من البلدة خلال الشهر الماضى.
ووصف البيان الوضع فى حسياء بأنه «بائس للغاية» بسبب الطقس البارد ليلا، وازدحام المهجرين فى مبانٍ غير مكتملة أو فى خيام بمدرستين داخل حسياء.
وقدرت المنظمة العاملة فى أكثر من 190 بلدا حول العالم، أن 4.25 مليون سورى شردوا داخل بلدهم، فيما لجأ ما يقارب 1.5 مليون لدول الجوار.
وميدانيا، أفادت مراسلة قناة روسيا اليوم، بوقوع اشتباكات عنيفة منذ فجر أمس على المحاور كافة فى مدينة القصير وقرى الضبعة وعرجون والحميدية، وهو ما أسمته قناة الجزيرة القطرية «تصعيدا» فى حملة القوات الحكومية على البلدة الاستراتيجية.
وتعد القصير موقعا حيويا لطرفى الصراع، فهى تمثل للنظام حلقة وصل بين العاصمة دمشق ومعاقله العلوية فى الساحل السورى، ومنفذا أساسيا على حلفائه من مقاتلى حزب الله على الجانب اللبنانى من الحدود.
ومن المعروف أن مدينة طرابلس (شمال لبنان) شهدت قتالا طائفيا بين مسلحين علويين موالين للنظام السورى، وخصومهم من السنة المؤيديين للثورة، راح ضحيته العشرات.
وبينما أفادت روسيا اليوم بسيطرة قوات الرئيس السورى على جزء من الحى الشمالى فى القصير، قالت قناة الجزيرة نقلا عن ناشطين معارضين إن مقاتلى المعارضة ما زالوا يحكمون قبضتهم على البلدة عدا المربع الأمنى.
وسياسيا، أفادت وكالة رويترز للأنباء أن محادثات المعارضة التى استهدفت طرح جبهة متماسكة خلال مؤتمر دولى للسلام لانهاء الحرب الاهلية واجهت احتمال الانهيار بعد ان اخفق معارضو الرئيس بشار الاسد فى التوصل لاتفاق داخلى.
وتابعت الوكالة فى تقريرها أمس أن الاخفاق جاء بسبب الفشل فى تغيير قيادة الائتلاف التى يهيمن عليها الإسلاميون، وهو مطلب الحلفاء الغربيين للمعارضة على حد تعبير رويترز.