دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض الى عقد اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية مدينة القصير التي شن الجيش السوري النظامي هجوماً مباغتا عليها امس من أجل اعادة السيطرة عليها. وطالب الائتلاف مجلس الامن الدولي بالتنديد بمشاركة عناصر من حزب الله في الهجوم على المدينة الى جانب القوات النظامية.
كما قال الائتلاف في بيان أصدره ان هناك عناصر ايرانية تشارك أيضاً في القتال، محذرا من مجزرة وشيكة قد ترتكب بحق المدنيين في المدينة.
في غضون ذلك، قالت منظمة اوكسفام البريطانية للإغاثة إن الأردن ولبنان بحاجة عاجلة إلى المساعدة لتقديم الدعم إلى مئات آلاف اللاجئين السوريين الذين فروا من الصراع في بلادهم.
وأضافت المنظمة أن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف المقبل على الأبواب وسوء خدمات الصرف الصحي يزيدان من المخاطر الصحية المتوقعة.
ووفقا لإحصائيات الأممالمتحدة فإن أكثر من مليون ونصف سوري مسجلون كلاجئين خارج الأراضي السورية واكثر من نصف هذه العدد فروا دون ان يتم تسجيلهم كلاجئين.
القصير
وكانت وسائل إعلام سورية رسمية قد أفادت في وقت سابق بأن قوات الجيش دخلت القصير الواقعة قرب الحدود مع لبنان وسيطرت على مناطق في وسط المدينة.
ويحاصر الجيش السوري البلدة، الواقعة في محافظة حمص، منذ أسابيع.
وللبلدة أهمية استراتيجية بالنسبة لمسلحي المعارضة لأن سيطرتهم عليها تؤمن لهم حرية الحركة من وإلى لبنان.
وذكر التلفزيون السوري أن القوات السورية "بسطت الأمن والاستقرار في مبنى بلدية القصير والمباني المحيطة به وتواصل ملاحقة الإرهابيين في المدينة".
كانت الاستعدادات لاستعادة السيطرة على بلدة القصير قد بدء بها منذ فترة ليست بالقصيرة.
كانت القصير ساقطة عسكريا حتى قبل بدء العملية العسكرية الحالية، إذ كان المعارضون قد فقدوا السيطرة على القرى والمناطق المحاذية للحدود اللبنانية منذ مد
ويضاف الاندحار الذي منيت به المعارضة في القصير إلى سلسلة من الهزائم التي منوا بها في مناطق الحدود اللبنانية والأردنية وفي العاصمة دمشق أيضا.
ويقول قادة المعارضة إن سبب الخسائر التي منيوا بها مؤخرا هو شح السلاح الذي يردهم من الخارج، إذ تقول التقارير إن قطر وغيرها من الدول الموردة للسلاح قد قللت في الآونة الأخيرة من كميات الأسلحة التي ترسلها للمعارضة ربما بسبب التحفظات الأمريكية من احتمال انتصار المعارضة بشكلها الحالي والذي تلعب فيه جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة دورا مهما.
ومما لا شك فيه أن القوات الحكومية المدعومة من جانب روسياوإيران وحزب الله تتصرف بمزيد من الثقة بالنفس في الأسابيع الأخيرة.
وأشار التلفزيون إلى وجود "بعض جيوب الارهابيين المتحصنين داخل أوكارهم" مشيرا إلى أن الجيش يتقدم "أكثر وأكثر".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر عسكري قوله إن القوات السورية "تمكنت من الدخول إلى مدينة القصير وسيطرت على الساحة الرئيسية وسط المدينة وقامت برفع العلم السوري على مبنى البلدية".
وقال التلفزيون الرسمي إن قوات الجيش قتلت 70 " إرهابيا" بينما قالت المعارضة إن 50 شخصا قتلوا بينهم مسلحون معارضون جراء المعارك والقصف العنيف التي تتعرض له البلدة.
وقال ناشطون معارضون إن البلدة تتعرض منذ صباح الأحد لغارات جوية مكثفة وقصف عنيف بالمدفعية.
وأضاف الناشطون أن عناصر مقاتلة من حزب الله اللبناني تساعد الجيش السوري النظامي في المعارك.
وبثت المعارضة شريط فيديز على الانترنت لما قالت انه مستشفى ميداني في القصير تظهر فيه مشاهد فوضى وحالات إصابة.
ويقول مراسلنا ان بعض المصابين هم من المسلحين لكن هناتك غصابات في أوساط المدنيين.
ويقول ناشطون ان الوضع الصحي كارثي وان هناك نقصا حادا في الادوية وإمكانيات علاج الجرحى الذين بلغ عددهم 450.
وكانت القوات السورية قد أسقطت منشورة في البلدة
"دور مركزي"
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن عناصر حزب الله اللبناني حليف النظام السوري يؤدون دورا مركزيا في هذه المعركة".
ونقلت وكالة رويترز عن سكان ونشطاء قولهم إن الجيش السوري يقصف القصير بالدبابات والمدفعية من الشمال والشرق بينما يطلق حزب الله قذائف الهاون من الجنوب والغرب.
وتتهم المعارضة المسلحة حزب الله اللبناني بمساندة الجيش السوري بالميليشيات المسلحة في الصراع العسكري الحالي، وهو ما ينفيه الحزب والحكومة السورية.
وطالبت المعارضة السورية المجتمع الدولي باتخاذ موقف حيال " استباحة حليفي النظام السوري إيران وحزب الله اللبناني للاراضي السورية" محذرة من أن "السكوت عن ذلك سيقوض الحل السياسي للأزمة في البلاد".