قال محمد عبدالعزيز، أحد مؤسسى حملة «تمرد»، التى اطلقها شباب حركة «كفاية» لجمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى، إنهم بصدد إنشاء قاعدة بيانات تضم أسماء من وقعوا على البيان وأرقام بطاقات الرقم القومى الخاصة بهم، وذلك لاستبعاد الأرقام الخاطئة والمتكررة. وأوضح عبدالعزيز فى حواره ل«الشروق» أن المصريين فى دولتى الإمارات والسعودية سجلوا أعلى نسبة مشاركة فى الحملة، بين مصريى الخارج. وأكد عبدالعزيز أن توقيع المرشح الرئاسى السابق، الفريق أحمد شفيق على بيان الحملة لا يضعف مصداقيتها، بل يعطى رسالة ب»أنها ملك للجميع».. وإلى نص الحوار.
● متى بدأت فكرة إطلاق حملة «تمرد»؟ الفكرة بدأت مع تصاعد وتيرة العنف السياسى، الذى تزامن مع تزايد رغبة المصريين فى الخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية الراهنة، التى فشل الرئيس محمد مرسى فى حلها، فقررنا تدشين «تمرد» لنقدم بها حلاً سياسياً سلمياً بجمع توقيعات من المواطنين لسحب الثقة من الرئيس.
● لكن لماذا لا توجهون مجهودكم لمنافسة الإخوان فى انتخابات مجلس النواب؟ نحن نضغط لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ولا نثق فى نزاهة الانتخابات البرلمانية فى ظل وجود الرئيس الحالى، وحتى لو انتخب مجلس نواب قوى، فلن يستطيع إنهاء الأزمة التى تعيشها مصر لأن المشكلة الرئيسية فى مؤسسة الرئاسة.
● ألا ترى أنه مبكرا لمطالبة الرئيس بالتنحى ولم يمر على حكمه سوى عام؟ إذا اتفقت مع أحد السائقين على أن ينقلك إلى الإسكندرية وفوجئت، بعد ساعة أنه يسلك طريق الصعيد، فمن حقك أن تطالبه بعدم استكمال الرحلة.. هكذا الحال مع الرئيس، الذى يسير على نهج النظام السابق، وابتعد عن تحقيق أهداف الثورة ومن حقنا مطالبته بالرحيل.
تردد أن الفلول يوقعون على استمارات الحملة.. هل هذا صحيح؟ هذه الحملة ملك للشعب، ولا يوجد ما يسمى ب«الفلول»، ومستعدون للتعاون مع جميع المواطنين والحصول على توقيعاتهم، ماداموا لم يتورطوا فى قضايا فساد.
● ما رأيك فى توقيع أحمد شفيق على بيان الحملة وإعلان دعمه لها؟ نختلف مع أحمد شفيق سياسيا، لكن الثورة نادت بالحرية، وهذا يمنحه حق التوقيع على استمارة سحب الثقة، وتوقيع لا يضعف مصداقية الحملة فى الشارع، بل يقدم نموذجا منفتحا لا يسعى للصدام مع أحد، ويعطى رسالة بأن الحملة ملك للجميع.
● وما آلية العمل داخل الحملة؟ اتفقت الأحزاب المكونة لجبهة الإنقاذ والحركات الاحتجاجية المشاركة فى الحملة، على فتح مقاراتها لاستقبال بيانات سحب الثقة بعد التوقيع عليها، ونحرص على عدم جمع البيانات الموقعة فى مكان واحد خوفا من إتلافها.
● ومن أين التمويل؟ ليس لدينا مصادر تمويل، لأننا نرفض الحصول على أموال من أى جهة، ومن يريد مشاركتنا يطبع البيان ويوزعه ويجمع عليه التوقيعات، وهذا ما فعلته جبهة الإنقاذ، وحزبا الدستور، والمصريين الأحرار، وعدد من الشخصيات العامة مثل الدكتور عبدالجليل مصطفى، وممدوح حمزة، وحمدى الفخرانى، حيث طبعوا البيان على نفقتهم الخاصة.
● ما عدد التوقيعات التى حصلتم عليها حتى الآن؟ تجاوزنا 2 مليون توقيع، وأعلن ذلك فى مؤتمرنا الأخير، وسنعلن عن آخر رقم وصلنا له فى مؤتمر ثانٍ خلال الأسبوع المقبل.
● كم عدد الأعضاء الناشطين فى عملية جمع التوقيعات؟ عدد من يجمعون توقيعات يتراوح ما بين 6 آلاف و8 آلاف ناشط فى الحملة وحدها، بالإضافة إلى أعضاء الأحزاب المكلفين أيضا بجمع التوقيعات.
● وما المحافظات التى سجلت أعلى نسبة مشاركة فى الحملة؟ القاهرة، والإسكندرية، والشرقية، والدقهلية، ومدن القناة، وبالنسبة للمصريون فى الخارج فهم يوقعون على البيان عبر الموقع الإلكترونى للحملة، وقد سجل المصريون فى دول الخليج، خاصة الإمارات والسعودية أعلى نسبة توقيعات، بالإضافة إلى المقيمين فى الولاياتالمتحدةالأمريكية.
● كيف تتأكدون من عدم توقيع المواطن على أكثر من استمارة؟ لو كان ذلك حدث فى الاستمارات الورقية، فإننا سنتدارك الأمر بإنشاء قاعدة بيانات ندخل عليها بيانات من وقعوا وسيتم تلقائيا استبعاد الاستمارات التى تتضمن رقما قوميا خاطئا أو مكررا، ومن المقرر نشر أسماء الموقعين وأرقام بطاقاتهم على موقع الحملة.
● تقولون إنكم جمعت أكثر من 2 مليون توقيع.. فلماذا كانت المشاركة فى مظاهرات يوم 17 مايو الجارى مشاركة ضعيفة؟ تظاهرات 17 مايو دعت لها قوى سياسية أخرى، ولم تكن الحملة من الداعين لها، بل أعلنا أننا سننزل الميدان لنجمع توقيعات على بيان سحب الثقة، وسنعرف الحجم الحقيقى للحملة فى المظاهرات المتجهة لقصر الاتحادية يوم 30 يونيو.
● ألا تخشون من حدوث اشتباكات جديدة أمام القصر؟ مظاهراتنا سلمية ونحمل مؤسسات الدولة مسئولية حمايتها وتأمينها.
● ما رأيك فى حملة تجرد أو مؤيد التى اطلقتا لتأييد الرئيس؟ حملات تأييد مرسى غير موجودة على الأرض ولم نر لها أى نشاط فى عملية جمع التوقيعات.
● وماذا بعد التوقيعات؟ نبحث تحريك دعوى قضائية أمام القضاء نتهم فيها الرئيس محمد مرسى بانتحال صفة رئيس الجمهورية، إذا نجحنا فى جمع 13 مليون توقيع، وهو العدد الذى يفوق من انتخبوه فى جولة إعادة انتخابات الرئاسة، استنادا لمبدأ السيادة للشعب التى نص عليها الدستور، ونبحث أيضا توثيقها فى مصلحة الشهر العقارى.
● قيل إن الشهر العقارى رفض توثيق أى توكيلات بعدما دعا البعض لجمع توكيلات تفويض الجيش؟ إذا رفضوا سنقيم دعوى قضائية ضدهم، لدينا لجنة قانونية، تدرس التكييف القانونى للحملة بعد الانتهاء من جمع التوقيعات.
● البعض قال إنكم تحاولون استنساخ تحربة حملة المليون توقيع التى أطلقها الدكتور محمد البرادعى قبل الثورة ما رأيك؟ «تمرد» هى ثالث حملة لجمع التوقيعات، حيث أطلق الحملة الأولى الزعيم الراحل سعد زغلول عام 1919، وأطلق الثانية الدكتور محمد البراداعى قبل الثورة.
● كيف تفسر جمعكم أكثر من 2 مليون توقيع بعد أسابيع، وعدم تمكن حملة البرادعى من الوصول للمليون؟ يختلف الأمر فقبل الثورة عانى النشطاء والمنضمون للحملة فى مصر والخارج من التضييق الأمنى وتعرضوا للاعتقال أثناء جمع التوقيعات، أما الآن فقد نجحت الثورة فى كسر حاجز الخوف لدى المصريين الذين وقعوا على بيان سحب الثقة دون خوف.