على الرغم من تصريحات وزير التموين، باسم عودة، بانتهاء أزمة السولار بلا عودة، فإن طوابير سيارات النقل، والأجرة الممتدة إلى مسافات طويلة أمام محطات الوقود ينفى صدق هذه التصريحات.
وحسبما قال أكثر من صاحب محطة وقود، ممن تحدثوا ل«الشروق»، فإن طوابير السيارات تمتد أمام المحطات فى انتظار ضخ السولار، بعدما بدأت شركات البترول فى تخفيض الكميات الموردة إلى المحطات المختلفة منذ الاثنين الماضى، بنسب تراوحت بين 15 و30% من الحصة المقررة لكل محطة، لتتفاقم الأزمة، مرة أخرى، بدءا من مساء الأربعاء، بعدما فرغ احتياطى السولار الموجود لدى المحطات، بعدما تقلصت حصص الشركات الموزعة من قبل الحكومة، بحسب مصادر فى شركات متنوعة فى توزيع الوقود.
وأدت الأسبقية فى الوقوف فى طوابير السولار فى القاهرة والجيزة والطريق الدائرى إلى تكدس الحركة المرورية ونشوب مشاجرات بين السائقين أمام المحطات للخلاف على الأسبقية. واقع الحال أكده رئيس شعبة المواد البترولية باتحاد الصناعات المصرية، المهندس حسام عرفات، مستنكرا تصريحات وزير التموين حول انتهاء أزمة السولار، مشددا على أن الأزمة قائمة ولم تحل على الإطلاق بل تزداد سوءا، حسب قوله.
ونفى عرفات ل«الشروق» صحة تصريحات وزير التموين باسم عودة الذى قد صرح بأن أزمة السولار انتهت، واصفه ب«وزير تموين القاهرة الكبرى فقط» حسب وصفه، حيث إنه لا يعنيه سوى إقليمالقاهرة الكبرى فقط دون النظر إلى محافظات الصعيد والوجه القبلى وما يواجهه من أزمات طاحنة، حسب قوله.
وتوقع عرفات تفاقم الأزمة بشكل مرعب، مؤكدا أن ما يحدث الآن من مظاهر عنف بالمحطات ما هو إلا «مجرد بوادر للأزمة»، حسب رأيه الذى استنكر فيه دور المواطن الذى وصفه ب«السلبى» فى التعامل مع الأزمة.
ورفض عرفات إرجاع أزمة السولار التى تشهدها البلاد حاليا إلى «السوق السوداء»، واصفها ب«الشماعة» التى تعلق عليها الحكومة عدم معرفتها بأساليب التعامل مع الأزمة، مرجعا السبب الحقيقى لتفاقم الأزمة إلى عدم وجود رؤية حقيقية لدى الحكومة لاتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية فى تأمين موقفها من الوقود.
وتوقع رئيس الشعبة عدم إدراك الحكومة لأوجه نفقات صرف ال200 مليون دولار التى أعلن رئيس الحكومة هشام قنديل لتخصيصها للمواد البترولية للتعامل مع الأزمة، متوقعا أن يساء استخدامها، حسب رأيه.