ذكر الكاتب الأمريكي المخضرم "توماس فريدمان" أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لديه كل الحق في توخي الحذر من مغبة الاحتراق ثانية في دمشق، من خلال القيام بتدخل عسكري سريع في محاولة لوضع نهاية حاسمة للحرب الأهلية المستمرة في سوريا. وقال الكاتب الأمريكي، في مقاله الذي أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الأحد، إن التدخل الأمريكي في العراق وأفغانستان، إضافة إلى تداعيات ثورات الربيع العربي في كل من تونس ومصر وليبيا، ينطبق عليه الجزء الأول من المثل.
وتابع فريدمان يقول "لقد رأينا في الوقت الراهن ما يكفي من هذه التحولات العربية من الاستبداد إلى استخلاص بعض الدروس الحاسمة بشأن ما يلزم لمواصلة إحداث تغييرات إيجابية في هذه البلدان؛ إلا أن تجاهل هذه الدروس هو ما يعرضنا للخطر، لاسيما درسا العراق وأفغانستان اللذان يريد الجميع نسيانهما وهما على صلة وثيقة بالتدخل في سوريا".
ولفت فريدمان إلى أن سوريا والعراق وجهان لعملة واحدة، فكلاهما دولة اصطناعية نشأت بعد الحرب العالمية الأولى داخل الحدود المرسومة من قبل القوى الإمبريالية؛ ومثل العراق، فالمجتمعات المحلية في سوريا - السنة والعلويين والشيعة والأكراد والدروز والمسيحيين- لم يقبلوا العيش معا في ظل قواعد متفق عليها؛ وكذلك حكمت سوريا، ولفترة طويلة من تاريخها الحديث، بنفس طريقة العراق، بحاكم استبدادي ديكتاتور، وأراد الشعب الخروج من وطأته واللحاق بمسيرة مصر وتونس وليبيا.
واعتبر فريدمان أن "أملنا وأمل الديمقراطيين العرب الشجعان الذين بدأوا تلك الثورات، هو انتقال تلك البلاد من الحكم الديكتاتوري إلى آخر ديمقراطي، دون الوقوع في فخ الحكم الإسلامي المتشدد أو الفوضوية".
ومن أجل القيام بذلك، أوضح الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أن هذه الدول تحتاج إلى وسيط رعاية من الخارج لتكون بمثابة الحكم بين جميع الطوائف التي لم تضع الثقة في بعضها البعض.. لافتا إلى محاولة أمريكا لعب هذا الدور في العراق؛ ولكن لم تصل إلى الكفاءة المطلوبة لذلك.
وقال "وفي نهاية المطاف، وجدت واشنطن والمعتدلون العراقيون طريقا للعودة من حافة الهاوية، من خلال كبح جماح التطرف بكافة أشكاله، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات حرة تعددية، على أمل أن تجد البلاد "مانديلا العراقي"؛ إلا أن المفاجأة كانت "نوري المالكي" الشيعي، وبدلا من بناء الثقة مع المجتمعات الأخرى، كانت حصيلة تلك المحاولة العودة إلى نقطة الصفر".