تسمم طلاب جامعتى الازهر والقاهرة، وحريق وبلطجة عين شمس واشتباكات مصر الدولية والمنصورة وانتخابات اتحاد طلاب مصر، التى وقعت خلال الأيام الماضية، كلها احداث «عندنا بيوت كثيرة، نتعامل معها بنفس الطريقة دون ترميم أو تنظيف»، والكلام لهانى الحسينى، الأستاذ بعلوم القاهرة وعضو حركة 9 مارس. «كان عندنا حق فى 9 مارس إن تركيزنا يكون على الأمن فى الجامعة أكثر من حقوق الاساتذة، لأن بعضا من رأسوا الجامعات بعد الثورة متواطئون لتخريب الحالة الأمنية، والبعض الآخر ليس لديهم الكفاءة لمعالجة المشكلة، بعد ما حرس الجامعة خرج منها عقب حكم قضائى قبل الثورة»، كما يحلل هانى. بعض طلاب جامعة عين شمس وقفوا فى مظاهرة مؤخرا ليطالبوا بعودة تبعية أمن الجامعات إلى وزارة الداخلية، «ده تشويه لأفكار الطلبة ولازم نكمل دورنا فى توعية الطلبة ونواجه الفساد الموجود فى إدارات المدن الجامعية، لأن انهيار النظام السابق مش حاجة سهلة».
على الجانب الآخر لا يستبعد د. ياقوت السنوسى منسق القوى الثورية بالجامعات المصرية أن يكون وراء ما يحدث فى الجامعات، مؤامرة ضد المؤسسات الاكاديمية «لأن طلاب الجامعة هم وقود الثورة، وكل ما يحدث هو رد فعل لعدم اكتمال الثورة».
يتذكر السنوسى حين كان رئيسا لاتحاد طلاب جامعة بنها قبل 25 عاما، التخريب اللى حصل فى انتخابات اتحاد طلاب مصر، من تكسير لصناديق الاقتراع والغاء الانتخابات، سببه عدم الاستجابة لكل ما طالبنا به من 25 سنة، من الإعلان عن آلية واضحة وشفافة فى اختيار المرشحين، وأخذ رأى الطلبة فى لائحة الانتخابات.
يرى السنوسى أن البعض يستغل حماس الشباب ليتحول لأحداث عنف، كما حدث فى اشتباكات جامعتى مصر الدولية والمنصورة، «لازم أعضاء هيئة التدريس الوطنيين يشجعون الطلاب على التعبير عن أنفسهم، من غير عنف أو تطاول على المؤسسات الأكاديمية، وأن يكون إعلانهم عن انتماءاتهم السياسية من أجل ممارسة الديمقراطية وليس الشقاق». يطالب السنوسى المسئولين بمحاكمة عاجلة وعادلة للمسئولين عن حالات التسمم فى جامعتى القاهرة والازهر، وإظهار من ورائها، وما إذا كان الأمر متعمدا أو غير متعمد لأ، المؤامرة غير مستبعدة.
الدكتورة ليلى سويف عضو حركة 9 مارس ترى أن عدم اكتمال الثورة هو السبب فى استمرار الفساد الإدارى والإهمال الذى ساد الجامعات لسنوات طويلة، «عكس ما كنا نسعى اليه فى الثورة هو الذى حدث، تدهورت أحوال الجامعات، وغابت الاجراءات الصحية والأمنية، وبقى الاهمال والفساد».
لكن د. ليلى ترى أن بقاء الفساد والاهمال فى الجامعات «قد يكونا وقودا لثورة أخرى قريبة».