نظم عشرات من الصحفيين السودانيين، اعتصاما أمس الاثنين، للاحتجاج على إجبار أجهزة الأمن رئيس تحرير إحدى أكبر الصحف المستقلة في السودان على التوقف عن العمل. وقال النور أحمد النور رئيس تحرير صحيفة (الصحافة)، يوم الخميس، إن ضباطا من قوات الأمن، جاءوا إلى مكتبه، وأمروه بترك وظيفته بعد أن اتهموه بإهانة أحد زملائهم.
وتوقف النور عن العمل منذ ذلك الحين ورفع اسمه من أعلى الصفحة الأولى للصحيفة، ونظم أكثر من 70 صحفيا اعتصاما يوم الاثنين، أمام مقر الصحيفة في وسط الخرطوم، لمطالبة جهاز الأمن بإعادة النور إلى منصبه.
وحمل المحتجون، الذين ينتمون لصحف مختلفة، لافتات كتب عليها "لا لرقابة الأمن على الصحف" و"لا لإيقاف الصحفيين" و"معا للتصدي لجهاز الأمن" و"معا ضد الانكسار".
وفي تحرك منفصل، وجه مجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية، وهو هيئة شبه رسمية تتولى إصدار التراخيص للصحف، لكنه ليس له نفوذ يذكر، نداء إلى رئاسة الجمهورية لإلغاء عزل النور.
وقال المجلس في بيان، في وقت متأخر يوم الأحد، إنه يعتبر عزل النور أحد أشكال التدخل المباشر من جانب أجهزة الأمن في واجباته، فضلا عن تعليق صدور بعض الصحف والرقابة على صحف أخرى.
ويشكو الصحفيون السودانيون من قيود متكررة رغم إلغاء الرقابة على الصحف رسميا في السودان في 2009 .
ويقول صحفيون إن أجهزة الأمن كثيرا ما تحظر توزيع أعداد كاملة من الصحف لإلحاق خسائر مالية بها، كعقاب على تغطيتها التي تنتقد الحكومة.
ويكفل الدستور السوداني حرية الصحافة، لكن رؤساء تحرير صحف، يقولون إن جهاز الأمن يتوقع منهم أن يطلعوه بشكل يومي على الموضوعات الرئيسية قبل النشر.