استمعت محكمة جنايات السويس، المنعقدة بالتجمع الخامس، برئاسة المستشار أحمد رضا محمد، اليوم الثلاثاء، لشهادة الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية في السويس، في قضية قتل متظاهري السويس، والتي يحاكم فيها 14 ضباطًا على رأسهم محمد عبد الهادي، مدير من السويس الأسبق ورجل الأعمال إبراهيم فرج وأولاده، لاتهامهم بقتل 17 متظاهرا وإصابة 300 آخرين في أحداث ثورة 25 يناير. بدأت الجلسة المحاكمة بخلاف بين دفاع المتهمين ومحامى أهالي الشهداء، بسبب سماع المحكمة لشهادة الشيخ حافظ سلامة، ثم قررت المحكمة الاستماع إلى شهادته.
وبدأ حافظ سلامة شهادته بالاعتذار للمحكمة عن عدم حضوره في الجلسات السابقة نظرًا لتواجده بسوريا للتضامن مع الثوار، وحاول سلامة أن يسرد الأحداث التي سبقت الثورة وأدت إلى وقوعها، حيث أكد أنه أرسل إنذارا إلى مبارك يوم 21 يناير قبل الثورة بأيام، يحذره بضرورة الاستجابة لمطالب الشعب الذين سيخرجون يوم 25 يناير، ولكن رئيس المحكمة قاطعه وطلب منه الحديث مباشرًا عن وقائع القضية وقتل المتظاهرين.
وقال سلامة: "أنا جاي عشان أقول شهادة حق لله ولمصر وللتاريخ"، وأضاف أنه يوم 25 يناير كان في مظاهرة سلمية انقلبت إلى معارك نتيجة إطلاق الشرطة الرصاص وإصابة وقتل عدد من المتظاهرين، مضيفًا أنه بسبب كبر سنه توجه إلى مستشفى السويس، ورأي القتلى والجرحى، حيث قام بمساعدة الأطباء في علاج الجرحى، وكانت الإصابات ناتجة عن طلقات خرطوش ورصاص حي أطلق عليهم من عربات الشرطة لمكافحة الشغب، بحسب ما أكده المصابون للشيخ سلامة.
وأضاف سلامة، أنه شاهد الأطباء يخرجون الطلقات الحية والخرطوش من أجساد المرضى، واحتفظ بهذه الطلقات وقدم بعضها للنيابة، مشيرًا إلى أنه توجه بعد ذلك إلى مسجد الشهداء بعيدًا عن محيط المظاهرات بحوالي 500 متر، وظل يتابع ما يحدث بالميادين.
وذكر سلامة : "لم يقتحم أحد قسم شرطة السويس والأربعين ولا أصدق أن يحدث ذلك، كما أن تجربتي مع الشرطة منذ سنة 73 أنها عندما كانت لم تستطع حماية الأقسام تقوم برفع الراية البيضاء".
ثم أضاف سلامة: "اللي في القفص دول أغلبهم زي أبنائي وكانت علاقتي طيبة بهم، ولكن عندما جاءتهم الأوامر انقلبوا وقاموا بإطلاق النار على المتظاهرين، وكان عقابًا لأهالي السويس أن يسقط شهداؤهم بسبب أنهم كانوا شرارة الثورة".
وردًا على سؤال دفاع المتهمين ما هو تاريخ وتوقيت ومكان وفاة أول ثلاثة شهداء في السويس في حداث الثورة، أجاب سلامة: كلامك غير معقول لأنني قلت إنني كنت موجود بالمستشفى وفى المسجد ولم أكن بين المتظاهرين بسبب كبر سنى.
وقدم سلامة أسطوانة مدمجة للمحكمة، أشار إلى أنه لم يقم بتصوير محتواها، ولكن قدمها له أحد المصابين، وقال إنها تحتوى على مشاهد لقسم شرطة الأربعين والسويس يظهر فيها عدد من المتهمين يعتلون أسطح الأقسام ويطلقون النار على المتظاهرين من بندقية آلية.
شهدت جلسة المحاكمة حراسة أمنية مشددة من قبل قوات الأمن التي فرضت إجراءات أمنية مشددة على مداخل ومخارج قاعة المحاكمة، ومنع القاضي المصورين الصحفيين من حضور الجلسة، وذلك في الوقت الذى نشبت فيه مشادة كلامية بين أهالي الشهداء وأحد رجال الشرطة الموجودة داخل قاعة المحاكمة بسبب تنظيم دخول الأهالي، وبعد أن تعالت الأصوات وكادت المشادة أن تصل إلى حد التشابك بالأيدي استطاع العقلاء من الطرفين احتواء الموقف قبل أن يتأزم.
كانت النيابة العامة قد أحالت 14 ضباطا ورجل أعمال وابنيه لاتهامهم بقتل 17متظاهرا وإصابة 300 آخرين في أحداث ثورة 25 يناير بالسويس.