رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن حالة التردد التي أصابت السياسة الخارجية الأمريكية بعد حرب العراق، لا تساعد في إنهاء الأزمة السورية. ورصدت الصحيفة، في تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني يوم الجمعة، آثار حرب العراق على سياسة واشنطن الخارجية، في أسلوب التعاطي مع الأزمة السورية مقارنة بأزمة العراق، ابتداء من التخوف من الاقتراب من "عش دبابير" الطائفية، وانتهاء بالتردد في التدخل إلا على أساس قرار من الأممالمتحدة، ومرورًا بعدم التغول الدبلوماسي بالهيئة الأممية.
وقالت الجارديان: إن الأمريكيين اليوم أقل نشاطًا إزاء الشرق الأوسط مقارنة بحلفائهم القدامى من البريطانيين، مشيرة إلى استطلاع للرأي أجراه معهد "يوجوف" التابع لجامعة كمبريدج، والذي أظهر تأييد نسبة 57% من البريطانيين لتزويد المعارضة السورية بمواد غير فتاكة، فيما حظي هذا المقترح بتأييد نسبة 45% فقط من الأمريكيين.
كما أظهر الاستطلاع تأييد 61% من البريطانيين، لفرض منطقة حظر جوي على سوريا، بما يحول دون تنفيذ الغارات التي يشنها سلاح الجو السوري.
واعتبرت الصحيفة البريطانية، أن المشهد لا يحتاج إلى خبير، لتوضيح كيف خرج الأمريكان من حرب العراق أكثر ترددًا وأقل جرأة إزاء منطقة الشرق الأوسط؛ مشيرة إلى تردد السياسة الخارجية الأمريكية على نحو دراماتيكي بين قطبي "المهمة التاريخية" و"اللامبالاة التاريخية".
ورأت الصحيفة، أن معطيات المشهد السوري لا تترك أمام أمريكا سوى عدد قليل من الخيارات ؛ما بين قطبي "غض الطرف" عن مأزق دموي، و"التورط" في حرب طائفية إقليمية، هي حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، على حد وصف الصحيفة.