•• هذا اليوم فى تاريخ الفيفا محدد منذ عام 2010. وهو يوم فى الأجندة الدولية المخصصة للمباريات الودية المستمرة حتى عام 2014. وتقام فى هذا اليوم عشرات اللقاءات. وفقا لاتفاقات مسبقة وسابقة بأشهر. كأننا نتحدث عن اختراع. ولم لا وكنا لا نعلم قبل أيام مع أى منتخب نلعب اليوم. سيراليون أم سوازيلاند أم كينيا؟ •• فى بعض الأحيان. لا. فى كل الأحيان أسأل نفسى: ماذا نحتاج كى نتعلم الدقة والاحتراف والرؤية البعيدة والتنظيم فى العمل.. لماذا نحن دائما حائرون، مرتبكون، مترددون، لا نعرف شيئا ونبذل جهودا مضنية كى نلعب مباراة ودية..؟ تلك مسألة لا تحتاج إلى أموال قارون، ولا أموال البريميير ليج.. فقط نريد عقلا متصلا بالدنيا.. أين هذا العقل؟
•• سوف نلعب مع سوازيلاند المصنفة رقم 183. ولا أعترف بقصة تصنيف الفيفا لأنه يستند أولا على علاقة حسابية بين عدد مباريات وعدد الانتصارات وليس تقييما فنيا دقيقا. بالطبع للتصنيف أساس. لكنه ليس كاملا. وفى إطار التلاعب بالعقول، والابتعاد عن أى عقل. تعاملنا فى يوم من الأيام مع المركز العاشر فى تصنيف الفيفا على أنه المركز العاشر فى المستوى على العالم.. بالطبع كان مركزا طيبا. لكنه ليس ترتيبا عالميا فى المستوى. إلا أن بعض الإعلام أو كثيره يتعامل مع تلك الموضوعات كما تعامل مع قصة أن أبوتريكة هو أشهر لاعبى العالم، أشهر من ميسى، ومن رونالدو ومن إنيستا ومن بيكهام ومن دروجبا ومن ألف لاعب لا يجد أنصاره يشاركون فى مثل تلك اللعبة الطريفة..
•• لماذا سوازيلاند؟ هل مستوى منتخبها أقرب إلى زيمباوى؟ هل لأنها مملكة تحيط بها جنوب إفريقيا، وزيمبابوى جغرافيا تبدو قريبة من منطقة الجنوب؟!
•• الإجابة: لأن سوازيلاند هى الوحيدة التى وجدت خالية من ارتباط. وأتذكر أن اتحاد كرة القدم الموقر على مدى تاريخه يستخدم تعبيرا طريفا عند ترتيب مباراة تجريبية للمنتخب وهى: «أرسلنا فاكسات إلى جميع دول العالم» .. (لاحظ أن التعبير لم يتغير حسبما أعتقد مع أن الفاكس ينقرض ويلفظ أنفاسه الأخيره ونحن فى عصر الإيميل والتغريدة، وقريبا سوف يكون متاحا ترتيب مباراة بالتغريد لكل دول العالم)..
•• زرت سوازيلاند عام 1985 مصاحبا لبعثة الأهلى للقاء فريق هايلاندرز، وعندما هبطت طائرة الفريق بالمطار كان فى انتظارها جمهور سوازيلاندى غفير كأنها بعثة البرازيل. فالإعجاب بلاعبى الأهلى كان هائلا.. ويومها فاز بطل مصر بخمسة أهداف.. وسوازيلاند بلد جميل ومتحضر و هادئ. ولا علاقة لهذا بكرة القدم، أو بتصنيف منتخبها الذى تسبقه مونتسيرات، وجزر فاروى، وجزر الباهما، بينما يجاور تصنيف جزر الكايمن وجهة مهربى الأموال من الشعوب المسروقة (واخدين بالكم؟)
•• أفهم لماذا لعب المنتخب مباراة قطر الأخيرة بتشكيل مختلف لن يواجه به زيمبابوى. لكن لماذا سوازيلاند؟!
•• لأنه المنتخب الوحيد الذى وافق على الحضور.. أو لأنه كان فى طريقه لرحلة تسوق ترفيهية إلى لندن، فلم يجد مانعا فى 24 ساعة ترانزيت فى القاهرةالجديدة.. بملعب الدفاع الجوى..