في تقرير خطير يدق جرس إنذار في عالم صفقات شراء وبيع أندية كرة القدم في شتى أنحاء العالم ، حذرت وكالة دولية مسئولة عن مراقبة حالات وجرائم غسيل الأموال من أن لعبة كرة القدم باتت تستخدم كساحة خصبة لعمليات غسيل الأموال ، وأكدت أن اللعبة بأكملها تواجه تهديدا بسبب ما سمته بهذا "الغزو" الناجم عن احتمالات سقوط أندية عديدة وكبيرة في أيدي "مجرمين" ممن يريدون غسل أموالهم في صفقات شراء أندية وصفقات بيع وشراء اللاعبين وأيضا في عمليات المراهنات المرتبطة بمسابقات كرة القدم. وجاء في التقرير الذي أعدته مجموعة العمل المالية "فاينانشل أكشن تاسك فورس" المعروفة اختصارا باسم FATF ونشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي." ووسائل إعلام أخرى أن هناك مخاوف حقيقية من ظهور عدد كبير من المشكلات الأخرى في عالم كرة القدم مرتبطة باقتحام أباطرة غسيل الأموال عالم اللعبة الأكثر شعبية على وجه الأرض ، وقالت إن هذه المشكلات أو الجرائم من بينها الإتجار في البشر وتجارة المخدرات وجرائم التهرب الضريبي والفساد. وأورد تقرير مجموعة العمل – وهي هيئة دولية مستقلة تقوم بتطوير و تعزيز سياسات حماية النظام المالي العالمي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب على المستوى الدولي - بعض النماذج من الجرائم التي حدثت في المملكة المتحدة الفترة الأخيرة بسبب دخول بعض أصحاب الأموال ومن بينها واقعتا تهرب ضريبي ، وفي واقعة واحدة منهما اعترف أحد اللاعبين – الذي لم تكشف اسمه – بأن جزءا كبيرا من المقابل المالي الذي حصل عليه مقابل انتقاله إلى أحد الأندية الأخرى كان مختبئا في صورة أجر حصل عليه وكيل أعمال أجنبي ، وقال إن هذا الوكيل دفع إليه بعد ذلك مبلغ 300 ألف جنيه إسترليني في الخارج ، حتى لا يتم الكشف عن هذا المبلغ لسلطات الضرائب البريطانية ، وهو ما يعني مخالفة صارخة لقوانين الضرائب في بريطانيا! ومضى التقرير يقول : "من المرجح تماما أن يكون النادي المعني بهذه الصفقة على دراية كاملة بالمبلغ الذي تم دفعه إلى وكيل الأعمال واللاعب ، والميزة التي حصل عليها النادي من وراء الاشتراك في هذا الأمر هو أنه تجنب دفع إسهامات الأمان الاجتماعي التي تقدر ب38 ألف جنيه إسترليني"! وأكد التقرير أنه اكتشف أكثر من عشرين حالة فساد ومخالفة مرتبطة بغسيل الأموال ، وذلك من خلال المعلومات المتوافرة لديها. وأصدرت مجموعة العمل في نهاية تقريرها عددا من التوصيات والنصائح التي يمكن لأندية الكرة في بريطانيا بشكل خاص تجنب الوقوع في فخ جرائم غسيل الأموال من بينها وضع ميثاق شرف تلتزم به الأندية كلها فيما يتعلق بعمليات الانتقال والشراء والبيع.