"إرادة دولتى شمال وجنوب السودان هى الأقدر على تحقيق السلام بينهما للوصول إلى التنمية المنشودة"، كانت هذه الكلمات رد الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، فى ختام مباحثاته مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائبه رياك مشار، بعد زيارة استغرقت 6 ساعات فى جوبا عاصمة جنوب السودان. كانت مصادر رسمية ودبلوماسية رافقت قنديل خلال الزيارة، قد أكدت أن جميع الرسائل التى حملتها مصر خلال الزيارة، تهدف إلى التأكيد على رغبة مصر فى القيام بدور سياسى ودبلوماسى لحل قضية السلام بين شمال وجنوب السودان، ونهاية حالة اللاسلم واللاحرب بين البلدين، ضمانا لأمن مصر القومى والاستراتيجى وتأمينا لمصالحها فى منطقة حوض النيل.
وقال قنديل فى تصريحات صحفية، إن زيارته لدولة جنوب السودان، تحمل عدة رسائل هامة أولها أن مصر بعد ثورة 25 يناير تقوم بدورها الإقليمى فى دعم أشقائها وأصدقائها فى الدول العربية والإفريقية وتدعم السلام فى هذه الدول.
ولم يتطرق قنديل للحديث مطولاً عن ملف مياه النيل الذى لا يشغل أهمية قصوى لدى المسئولين فى جنوب السودان إلا من الناحية السياسية، مركزا فى حديثه على اهتمام مصر لدعم التنمية بمختلف الدول الشقيقة والصديقة والدفع بها بكل طريقة عن طريق مواردها الذاتية وبمشاركة رجال الأعمال المصريين.
وأوضح قنديل أن جنوب السودان تمثل عمقًا استراتيجيًا لمصر التى تحرص على علاقاتها القوية معها وسيتم العمل على تقويتها ودفعها للأمام، مشيرا إلى أن زيارته لجنوب السودان والدعم الذى تقدمه مصر لها رغم الظروف التى نمر بها يؤكد مدى اهتمام الشعب المصرى بهذا البلد وحرصه على علاقات وثيقة معه.
وعن أهم الملفات التى تم بحثها خلال الزيارة، قال قنديل إن المباحثات تناولت الشق السياسى وإبداء استعداد مصر لدعم الأمن والاستقرار فى المنطقة، أما الملف الثانى فتركز على الدعم المصرى لجنوب السودان فى مختلف المجالات، حيث أوضحنا للجانب الجنوبى أن الدعم الحكومى المصرى يجب أن ينصب على الأمور الاستراتيجية، مثل التعليم والصحة والزراعة.
وأشار إلى أن أحد نتائج الزيارة هو دراسة إمكانية إقامة منطقة صناعية مصرية فى جوبا لتصنيع الحاصلات الزراعية وتصديرها لمصر والعالم، موضحا أنه سيتم قريبا افتتاح الطريق البرى بين مصر والسودان والذى سيمتد إلى جوبا ومنها إلى أوغندا لتكون جوبا هى بوابة مصر إلى إفريقيا.
وأوضح قنديل أنه تم خلال الزيارة الاتفاق على عقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين مصر وجنوب السودان فى أسرع وقت ممكن لبحث بعض المشاكل وإزالة المعوقات، مؤكدا أنه لمس خلال زيارته لجوبا النمو والتطور الذى يسير بشكل كبير.
وعن لقائه بالرئيس سيلفا كير، قال الدكتور قنديل إنه كان لقاء أخويا وإنه سلمه دعوة من الرئيس محمد مرسى لزيارة مصر، وحصل وعدًا بتلبيتها فى أقرب وقت، مشيرًا إلى أنه تم خلال اللقاء التباحث حول الأمور السياسية لإحلال الاستقرار والسلام ودور مصر فى تنمية جنوب السودان.