أكد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن الخطوات التي أقدمت عليها الحكومة من أجل إحلال السلام في البلاد، ونزع سلاح الإرهابيين، أسفرت عن ازدياد ثقة الناس بحزبه، ودعمهم لهم في مختلف أنحاء البلاد. وأوضح أردوغان في كلمة ألقاها، أمام اجتماع كتلة حزبه البرلمانية، في العاصمة أنقرة اليوم، أن أهالي وعوائل الشهداء، استفسروا عن عدد من المواضيع، وأن حكومته على اتصال معهم، وتجيب على استفساراتهم بصبر.
وأضاف أن أهالي الشهداء انساقوا وراء أكاذيب أحزاب المعارضة، التي اتهمت الحكومة بأنها تحني رأسها أمام الإرهابيين، مشددًا على أن حكومته لا تقدم على أية خطوة تسيء لأرواح الشهداء، وما بذلوه من أجل الوطن.
وركز أردوغان على ضرورة التآخي والعفو، لأن الشجاعة لا تتضمن الإقدام على القتل والكراهية، بل تعني أن ينتصر الجندي، وينهي المعركة دون أي حقد أو كراهية.
واستشهد أردوغان بأحداث تاريخية تأييدًا لما ذهب إليه، حيث أفاد أن مؤسس الجمهورية التركية، كمال أتاتورك، بعد أن حارب الدول الغربية والبلدان المختلفة، التي اعتدت على الدولة العثمانية، أقدم على تأسيس الجمهورية عام 1923، وفتح صفحة جديدة مع كل الدول، دون أن يؤسس الدولة على الحقد والكراهية ضد الدول التي حاربت تركيا.
وشرح أردوغان أن الشجاعة لا تتمثل بالانتقام بناء على الشواهد التاريخية، لأن البطل هو من يكسب المعركة وينهي كل شيء دون غرور، وإظهار الرحمة والشفقة مع العدو.
ووجه أردوغان انتقادات شديدة لحزب الشعب الجمهوري المعارض، وحزب الحركة القومية، اللذان حكما البلاد 30 عامًا بالتناوب أو التحالف، إذ شهدت فترة حكمهم نشوء الإرهاب، متهمًا إياهم بعدم تقديم أي حلول للمسألة، وعدم السماح لأي أحد آخر من أجل حلها، بل على عكس ذلك استثمروا المسألة تارة بالسباب، وتارة باستثمار عائلات الشهداء، لنشر الحقد والكراهية.
يُذكر أن حزب العدالة والتنمية يسعى إلى حل أزمة الإرهاب، وإحلال السلام، من خلال المفاوضات غير المباشرة التي تتم بين الاستخبارات التركية، وزعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية، عبد الله أوجلان، حيث أجرى حتى الآن اجتماعين بين الطرفين.