حذّر وزير خارجية النرويج، "إسبن بارت آيداه"، اليوم الاثنين، من مخاطر التهديدات النووية على الإنسانية جمعاء، منوهًا في هذا الصدد بأن دولا ومجموعات إرهابية لا زالت تسعى من أجل الحصول على السلاح النووي، في الوقت الذي لا ينأى فيه العالم من آثار الكوارث الذرية، في إشارة إلى كارثتي "تشارنوبيل" في أوكرانيا في التسعينيات من القرن الماضي، وكارثة "فوكوشيما" في اليابان. وقال وزير الخارجية النرويجي، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي حول الآثار الإنسانية للأسلحة النووية، والذي غابت عنه وفود الدولة النووية الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي؛ "الولاياتالمتحدةالأمريكية، روسيا الاتحادية، الصين، فرنسا، المملكة المتحدة"، إلى جانب إسرائيل وكوريا الشمالية، "إن المجتمع الدولي لم يطرح من قبل للنقاش إمكانية استخدام سلاح نووي أو انفجار نووي نتيجة لحادث أو خطأ فني في القرن الحادي والعشرين والتداعيات الإنسانية والاقتصادية والتنموية لمثل هذه المسألة وسبل مواجهتها".
وأضاف "إن الهدف من هذا المؤتمر الذي تستمر أعماله يومين ليس الخروج بقرارات لأنه ليس مؤتمرًا لنزع السلاح النووي، ولكن اعتبره بداية جادة لتبادل الرأي داخل الأسرة الدولية حول مختلف الجوانب المتعلقة بتداعيات التفجيرات النووية على البيئة والتنمية في مختلف أنحاء العالم".
وأوضح "إسبن بارت آيداه" أن هذا المؤتمر، الذي يركز على الآثار الإنسانية للأسلحة النووية؛ سيتناول 3 محاور؛ هي التأثير الإنساني المباشر لانفجار سلاح نووي، والتداعيات الأوسع والطويلة الأمد لمثل هذا الانفجار، ومدى الاستعداد له، والقدرة على معالجته.
وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر "بيتر ماورير"، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي حول الآثار الإنسانية للأسلحة النووية: "إن انتهاء الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتي سابقًا لا يجب أن تنسي الرأي العام العالمي المخاطر النووية".
وأضاف " إن القضايا المتعلقة بمنع ونزع السلاح النووي فرضت نفسها على النقاش خلال ال60 عامًا الماضية"، منوهًا بأن الوقت قد حان من أجل الاهتمام بشكل أكبر بالآثار الإنسانية للانفجار النووي، والتي أدرك خطورتها العالم بأثره في أعقاب انفجار القنبلتين النوويتين على مدينتي هيروشيما ونجازاكي، في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وأعرب ماورير عن اقتناعه بأن المجتمع الدولي ليس لديه أي ضمانات بأن عدم استخدام السلاح النووي، من قبل دولة أو مجموعة إرهابية، أو انفجار نووي نتيجة لحادث، فردي أو فني، مطالبًا بضرورة العمل على التوصل إلى معاهدة دولية ملزمة قانونًا، ومن شأنها تلافي استخدام سلاح نووي في المستقبل وتوفير المساعدة العاجلة للضحايا في حالة وقوع حادث نووي.
من جانبه، أيّد المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين "آنطونيو جوتيرس" دعوة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مؤكدًا أن المجتمع الدولي لا يمتلك الإمكانات التي تسمح له لمواجهة التداعيات الإنسانية لأي إنفجارات نووية، وأوضح جوتيرس، أن العالم لم يعد يتسم بالعقلانية مع ظهور الحركات الأصولية واليمينية واليسارية والقومية المتطرفة والمتشددة في شتى البقاع، والتي يسعى بعضها من أجل الحصول على السلاح النووي.
يُذكر أن النرويج تستضيف، اليوم الاثنين، وغدًا مؤتمرًا دوليًا حول الآثار الإنسانية للأسلحة النووية فى العاصمة أوسلو، تشارك فيه وفود أكثر من 130 دولة؛ من بينها الهند، باكستان، إيران، وممثلو العديد من المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، وعشرات الخبراء والنشطاء المعنيون بالوقاية من أخطار الإشعاعات النووية.