سجلت الصين بخطوات ثابتة خطوات قوية وحاسمة ضمن مشاريعها الطموحة لاستكشاف الفضاء الخارجي وتكنولوجيا تصنيع الأقمار الصناعية والصواريخ الحاملة لها. وقد نجحت الصين بالأمس في توصيل ثاني مسبار قمري صيني "تشانج اي-2" إلى الفضاء الخارجي على بعد 20 مليون كم من الأرض، ليحقق اختراقا جديدا في جهود الصين للاستكشاف العميق للفضاء متخطية برامج كبرى الدول في هذا المجال.
وقال علماء بإدارة العلوم والتكنولوجيا والصناعة والدفاع الوطني الصينية اليوم (الجمعة)، إن المسبار الصيني سيواصل رحلته في الفضاء العميق في ظروف طبيعية، فيما أكد العالم الصيني وو وى رن رئيس مصممي برنامج مسبار القمر، أن التخطيط العلمي والتصميم الإبداعي للمدار ودقة المراقبة والتحكم هي العوامل الكبرى التي ساعدت في الحفاظ على وقود المسار "تشانج اي-2". وأضاف أن الصين كانت قد أطلقت المسبار القمري "تشانغ اي-2" في الأول من أكتوبر 2010 من مركز شيتشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية ودخل في مداره حول القمر لإتمام استكشاف أكثر شمولا عن سابقه "تشانغ اي-1"، ومنذ إطلاقه، حقق المسبار "تشانج اي-2" أرقاما قياسية عديدة، منها أنه أول من يضع خريطة تغطية كاملة للقمر وهو أول من يراقب عن قرب كويكب "توتاس" ويلتقط صورا له .
مشيرا إلى أن بلاده ستطلق المسبار الثالث للقمر، "تشانغ اي-3"، في النصف الأخير من هذا العام وستجري البعثة نزولا على سطح القمر.
من جانبه، قال ليانج شياو هونج، رئيس الحزب في أكاديمية الصين لتكنولوجيا إطلاق المركبات إن الصين قد طورت موديلا معدلا من الصاروخ الحامل من طراز "المسيرة الكبرى- 3 ب" لخدمة مهمة مقبلة للهبوط على القمر من قبل المسبار القمري "تشانج أي-3"، حيث يعد هيكل المسبار وحجمه مختلفين عن المسابير السابقة، مما يتطلب تعديلات عديدة للصاروخ الحامل .
وأوضح أن الموديل المعدل للصاروخ الحامل، بعد تحسين التصميم، سيتمتع بدقة أفضل وقدرة تحمل أقوى بزيادة لحوالي 30 كيلوجرام، وأن التصميم الجديد سيسمح "تشانج أه-3" للاستفادة من زيادة "نوافذ الإطلاق" مقارنة مع "تشانج أه-2"، فيما تعد "نوافذ الإطلاق" فترة محددة تتمكن مركبة جوية أو صاروخ فيها من الإطلاق لمهمة خاصة.
وقال إنه يمكن للمسبار القمري "تشانج أه-3" أن يستخدم نافذين للإطلاق يوميا لثلاثة أو أربعة أيام متتالية، كما يتميز بتكنولوجيا التوجيه المجمع ومواد الفيديو في الوقت الحقيقي الذين يسمحان لمراقبة التشغيل المفتاحي للصاروخ .