يبدو أن ظاهرة رفع الحذاء على الشاشة الصغيرة لن تتوقف من قبل المنتمين إلى التيار الإسلامي، فبعد أن أثار الشيخ أبو إسلام أحمد عبدالله كثيرا من الجدل برفعه حذائه فى برنامج «العاشرة مساء» مع الإعلامى وائل الإبراشى فى الحلقة التى كانت تجمعه بالناشط السياسى أحمد دومة، ووضعه على طاولة الحوار، تكرر الأمر مرة أخرى أثناء تصوير أحدى حلقات برنامج «أجرأ كلام» الذى يقدمه الإعلامى اللبنانى طونى خليفة على قناة القاهرة والناس . ففى أثناء التصوير، وقعت مشاهدة كلامية بين الدكتور محمود شعبان الداعية الإسلامي المثير للجدل، والباحث إسلام البحيرى مدير مركز الدراسات الإسلامية بجريدة اليوم السابع، حيث اختلف الطرفان على تطبيق حد الجزية على غير المسلمين فى مصر، وخلال الحلقة التى تناولت الحدود الإسلامية تصادم الضيفان كثيرا، ووصل الأمر إلى التراشق بالألفاظ أحيانا، ثم تطور سريعا ليخلع شعبان حذاءه ويرفعه فى وجه البحيري مهددا.
من جانبه، علق الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، بأن ما يحدث ينتمى لظاهرة الضيف المنفلت بما تحمله من أبعاد، والحقيقة أن بعض الفضائيات تحفز استضافة هذه النوعية من الضيوف المنفلتة، فى محاولة منها لجذب المشاهدين، وفى هذا السياق يتجاهلون المهنية.
ورغم أن ظاهرة الضيف المنفلت موجودة على الشاشة منذ فترة طويلة، فإنها تشهد أخيرا تطورات وأبعادا جديدة، تتمثل فى بعض الضيوف المتكررين فى القنوات الدينية، وللأسف عدد من هؤلاء الضيوف يتصدون للفتوى الدينية، ويصفون أنفسهم كما قال أحدهم «معجون فقه وسنة وقرآن»، ويسمح لنفسه بأن يقول بعض الألفاظ المعيبة ويصف من ينتقده بألفاظ لا تليق.
وقال: "الكارثة حدثت مع تكرار ظهور مثل هؤلاء الضيوف على الشاشة، خاصة أن كثرة أخطائهم تعرضهم لبعض الضغوط والتوتر نتيجة أنهم لم يعتادوا الظهور، ولا يملكون درجة كافية من الاتزان النفسى، لذلك يسهل استفزازهم، وفى هذه الحالة يتصرفون بدرجة عالية من الرعونة على الشاشة، أما بالكلام الحاد والشتائم أو التلويح بالقوة، ثم تطور الأمر مؤخرا لرفع الحذاء على الهواء مباشرة".
واقترح علم الدين أن يكون الحل من جانب القائمين على المهنة أنفسهم، بأن يتفق الإعلاميون فى المرحلة المقبلة قبل إجراء الانتخابات البرلمانية على ضرورة أن يتوافر فى الأداء الإعلامى درجة عالية من المهنية والمصداقية، وإلا يتم استضافة الأشخاص المنفلتين على الشاشة مرة أخرى.
أما الدكتور فاروق أبوزيد فرفض التعليق على الظاهرة، قائلا: لا أسمح لنفسى أن أحلل أو أتحدث عن الانهيار الأخلاقى والاجتماعى والإعلامى الذى وصلت إليه البلد متمثل فى مثل هذه الأفعال.