دينية النواب تستجيب لطلب الأزهر بإضافة مجمع البحوث الإسلامية للمختصين بالفتوى العامة    التصدي لزيادة الطلاق والإنجاب، وزير الأوقاف يستعرض محاور تجديد الخطاب الديني    نائب يستعرض أمام الشيوخ طلب مناقشة بشأن استيضاح سياسات الحكومة حول مكافحة التطرف الديني    إطلاق مبادرة بداية جديدة لجودة التعليم من جامعة الدول العربية    داليا عبدالرحيم توضح تأثير الشائعات السلبي على المجتمع    جامعة بنها تحصد عددا من المراكز الأولى فى مهرجان إبداع    التحليل الفني لمؤشرات البورصة المصرية اليوم الإثنين 5 مايو 2025    الحكومة تكشف التطور التشريعي لقوانين الإيجار في مصر    كامل الوزير لطلاب الجامعات: أنتم قلب هذه الأمة النابض ومن سيحمل مشاعل التطوير في قطاع النقل    وكالة الفضاء المصرية تستضيف المنتدى الصيني للتعاون في علوم الفضاء    محافظ الجيزة: رفع 200 طن مخلفات من منطقة القومية وضبط 30 فريز للقمامة    الإسكان الاجتماعي: بدء إصدار إفادات الكهرباء للعملاء غير المنطبق عليهم الشروط بإعلان سكن لكل المصريين 5    استشهاد وإصابة فلسطينيين في قصف إسرائيلي لحي الشيخ رضوان    قوات الاحتلال الإسرائيلى تعتقل ما لا يقل عن 11 فلسطينيا من الضفة الغربية    رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي: لن نشارك في توزيع المساعدات الإنسانية بقطاع غزة    الهند تحبط مخططا إرهابيا في قطاع بونش بإقليم جامو وكشمير    وزير الخارجية العراقي يحذر من احتمال تطور الأوضاع في سوريا إلى صراع إقليمي    أوكرانيا تسقط 42 مسيرة روسية آخر 24 ساعة    منتخب رفع الأثقال يرفع رصيده في بطولة العالم إلى 11 ميدالية    مصدر مقرب من ديانج يكشف ل في الجول تفاصيل جديدة حول مستقبل اللاعب    استبعاد زيزو من قائمة الزمالك أمام البنك الأهلي .. اعرف الأسباب    أشرف نصار: هدف البنك الأهلي الكونفدرالية.. وموقف طارق مصطفى ومحمد فتحي    محافظ دمياط يعتمد جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني    " التعليم " تصدر ضوابط امتحانات نهاية العام لصفوف النقل .. اعرف التفاصيل    فيديو.. الأرصاد: ارتفاعات تدريجية في درجات الحرارة اعتبارا من الغد    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبى جرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى    التحقيق في اتهام لاعتداء بالضرب على جوري بكر من طليقها فى أكتوبر    حجز «سايس» تحرش بسيدة داخل عقار بالعجوزة    العثور على جثة فتاة غارقة في مياه ترعة بقنا    تفاصيل لقاء الرئيس السيسي وسلطان طائفة البهرة    جامعة جنوب الوادي تحصد مراكز متقدمة في مهرجان إبداع 13    الليلة.. "قضية أنوف" و"نساء شكسبير" ضمن المهرجان الختامي لنوادي المسرح    "صحة غزة ": عدد الشهداء الأطفال تجاوز 16 ألفا.. والقطاع يشهد مؤشرات صحية وإنسانية خطيرة    رئيس الوزراء: الدولة تعمل وفق خطة تستهدف مضاعفة أعداد السياح الوافدين    السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع مصر بالطائفة    الصحة تعلن نجاح جراحة دقيقة بمستشفى الشيخ زايد التخصصي    الرعاية الصحية تنظم فعالية حول وقاية مرضى السرطان من الجلطات بالإسماعيلية (صور)    طريقة عمل القراقيش بالعجوة فى خطوات بسيطة    انتظام الدراسة بعدداً من مدارس إدارة ايتاى البارود بالبحيرة    متحدث «الوزراء»: تنسيق كامل بين الجهات المختلفة لزيادة عدد الحضانات    محمود ناجي حكما لمواجهة الزمالك والبنك الأهلي في الدوري    زعيم المعارضة في رومانيا يفوز في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية    توقعات الأبراج اليوم.. 3 أبراج تواجه أيامًا صعبة وضغوطًا ومفاجآت خلال الفترة المقبلة    بدرية طلبة تتصدر الترند بعد إطلالاتها في مسرحية «ألف تيتة وتيتة»|صور    مصرع طالبة صعقًا بالكهرباء أثناء غسل الملابس بمنزلها في بسوهاج    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    جامعة أسوان تنظم ندوة تعريفية لتعزيز الشراكة البحثية لحماية نهر النيل بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي    دورات تدريبية لرفع كفاءة الأطقم الطبية بمستشفيات الأمراض الصدرية    مركز طبي كفر شكر بالقليوبية يحصل على اعتماد هيئة الرقابة    شيخ الأزهر يستقبل الطالب محمد حسن ويوجه بدعمه تعليميًا وعلاج شقيقته    النحاس يبدأ دراسة نقاط القوة والضعف في المصري قبل مواجهة الخميس    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 5-5-2025 في محافظة قنا    ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشارا للأمن القومي    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 .. تعرف عليه    أمير هشام: الزمالك في مفاوضات متقدمة مع البركاوي.. وبوزوق ضمن الترشيحات    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    على ماهر يعيد محمد بسام لحراسة سيراميكا أمام بتروجت فى الدورى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السلوم بين الأزمة الاقتصادية والدفاع عن الكرامة
منع دخول 600 شاحنة تحمل بضائع ب400 مليون جنيه.. وطرد 500 عامل مصرى
نشر في الشروق الجديد يوم 27 - 02 - 2013

ما بين كرامة أهينت دون أسباب، وشحنات بضائع منعت من الدخول دون مبرر، وعمالة طردت دون ذنب، تعيش مدينة السلوم أزمة كبيرة مع ليبيا.. أزمة كرامة يحوم حولها شبح الكساد والخراب الاقتصادى، فى غيبة الدولة، التى باتت تنشغل بصراع سياسى بين الجماعة الحاكمة والمعارضة على حساب الكثير، وهو ما دفع أبناء مطروح لإعلان ما وصفوه ب«عصيان مدنى» لمنع مرور أى شاحنة ليبية أو دخول أى مواطن ليبى إلى مصر، كنوع من المعاملة بالمثل.. هكذا فعلوا معنا وهكذا نرد.

قرار بالمنع

بطول 225 كم على الطريق الدولى الرابط بين مدينتى مرسى مطروح والسلوم، اصطفت شحنات البضائع المصرية وكساحات نقل السيارات الملاكى استعدادا للعودة مرة أخرى، بعد أن قررت السلطات الليبية منع دخول سائقى الشحنات والتباعين، إلا بعد الحصول على تأشيرة دخول.

السيد الطنحاى، سائق من محافظة الغربية، يقول اضطررت وزملائى لترك شاحناتنا بهضبة السلوم، واستأجرنا سيارات ملاكى، وتوجهنا إلى السفارة الليبية، للحصول على تأشيرات دخول، لكن فوجئنا برفض السفارة منحنا التأشيرات بزعم عدم وجود تعليمات بذلك من المجلس الانتقالى الليبى.

ويؤكد عزت محمد أبو الفتوح، سائق «شاحنة فوم» أن الجانب الليبى يصر على عدم دخول أية سلع من مصر إليهم، على الرغم من أن هذه البضائع كلها، متعاقد عليها بعقود رسمية وموثقة بين رجال أعمال ليبيين، ومصانع مصرية، ومدفوع ثمنها، وهو ما يزيد من قرار السلطات الليبية غموضا.

أمام محطة وقود بالطريق الدولى بجوار مدينة سيدى برانى، اصطفت عشرات الشاحنات تنتظر دورها كى تتزود بالسولار، الذى لم يعد يكفى كى تستطيع شاحنات البضائع استكمال رحلة العودة، وقال فارس جمال السيد، سائق شاحنة أدوات صحية إن ليبيا تستورد كل شىء تقريبا من مصر: خضرواات، ومواد غذائية، ومواد بناء وأدوات كهربائية، وسيارات ومفروشات، ومع ذلك اتخذت هذا القرار الغريب والمفاجئ.

بينما أكد زميله محمود على حسن، سائق شاحنة خضراوات، استطاع العبور ووصول مدينة درنة الليبية قبيل إصدار القرار، أن القرار صدر وهو داخل ليبيا، وأثر بشكل سريع حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنونى فى المنطقة الشرقية «برقة»، وعلى الرغم من ذلك فإن السلطات الليبية مصرة على قرارها.

لجان حماية الكرامة المصرية

على بوابة دخول مدينة السلوم الحدودية يقف شباب من قبائل القطعان، والمعابدة، وأولاد على، يمنعون مرور أى سيارة ليبية إلى مصر، وأيضا منع أى شاحنة ليبية محملة بالبضائع المصرية من المغادرة إلى ليبيا، كرد فعل على موقف السلطات الليبية.

ويقول عبد العزيز حميد إبراهيم من أبناء مدينة السلوم إننا نسمح للأسر الليبية التى كانت فى مصر بالعودة إلى بلادها، لكن لا نسمح لهم بدخول مصر، ولم نتعرض لأحد بأى أذى كما نقلت بعض الفضائيات، موضحا أننا «اضطررنا لذلك كرد فعل طبيعى بعد ترحيل العشرات من العمالة المصرية من ليبيا بشكل مهين، على الرغم من دخولها بشكل قانونى وبتأشيرات رسمية صحيحة كما هو ثابت لدى أجهزة الأمن المصرية». وأضاف: «فقدنا الأمل فى أى رد فعل رسمى أو غير رسمى من القيادة السياسية المصرية».

بينما يتساءل هاشم أبو كحيف القطعانى، قائلا: «إلى متى ستظل مدينة السلوم تعتمد على حركة المسافرين الليبيين والعمل بالمنطقة الجمركية وقرارات السلطات الليبية؟، وأين المسئولون منا ومن كرامة الشعب المصرى؟ لماذا يتركون رقابنا فى أيدى من هم ليسوا أبناء وطننا؟»، وقال: «يجب أن يكون بمدينة السلوم مصنع أو مصنعان على أقل تقدير، وميناء صيد، ومنطقة سياحية، كى تعتمد على نفسها ولا تستجدى طعامها من دولة مجاورة».

أعلى هضبة السلوم المشهد لم يختلف كثيرً عن باقى المناطق الموجودة بأسفل الهضبة وبطول الطريق الدولى، حيث تقف شاحنات البضائع المصرية، ومن مختلف الجنسيات العربية، فى انتظار قرار العودة بناء على تعليمات الشركات التابعة لها أو السماح لها بالدخول إلى ليبيا، وهو ما أصبح شبه مستحيلا.

وقال مصدر أمنى رفيع المستوى بالمنطقة الجمركية الحدودية أن «مصر ليست لديها أية مشكلات مع ليبيا، إنما نحن كأمن موانى ننسق مع الجانب الليبى، أبلغنا من قبلهم بعدم السماح بمرور أى شخص إلا بتأشيرة مسبقة من السفارة الليبية، بما فى ذلك سائقى الشحنات»، مؤكدا أن «عدد الشحنات التى تم منع دخولها إلى ليبيا تتجاوز ال600 شاحنة، تحمل بضائع بقيمة 400 مليون جنيه مصرى، بالإضافة إلى ترحيل نحو 500 عامل مصرى».

وقال حسن حمدان، سائق من دولة الأردن، تحمل شاحنته شتلات زراعية مصدرة من دولة السعودية «انتظر بالمنفذ المصرى منذ 13 يوما، لأنهم يشترطون وجود تأشيرة دخول طبقا لتعليمات الجانب الليبى، وأتكبد كل يوم نحو 100 جنيه كمصاريف طعام فقط، فضلا عن غرامات التأخير والتى تصل فى الأسبوع الأول ل 650 جنيه، والأسبوع الثانى 1100 جنيه».

مدينة السلوم التى كانت تضج بالحركة والناس تحولت إلى مدينة تسكنها الأشباح بعد أن أغلق الكثير من المحال والمطاعم أبوابها، وغادرها كل من كان يعمل بها من باقى المحافظات.

واختلف المواطنون فى تفسير ما حدث، فربطه البعض بزيارة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد لمصر، مشيرين إلى أن مصر ستدفع ثمن تطبيع العلاقات مع إيران، وأن الشعب الليبى يرفض هذا التطبيع، بينما يرى البعض الآخر أن ليبيا لجأت إلى هذا القرار لتضييق الخناق على القطاع الشرقى بليبيا، والمعروف باسم إقليم «برقة»، الذى يطالب بالاستقلال عن ليبيا، والدخول معها فى فيدرالية، خاصة وأن كل اعضاء المجلس الانتقالى من محافظات الجانب الغربى.

المعاملة مطلب شعبى

فى الوقت نفسه رفض عمد ومشايخ القبائل بمطروح فى بيان رسمى لهم «كل ممارسات السلطات الليبية المخالفة للأعراف والمواثيق الدولية من انتهاكات يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان»، وطالبوا المسئولين ب«ضرورة إيقاف إجراءات وصول المواطنين الليبيين إلى الأراضى المصرية، بسبب احتقان أبناء مطروح من المعاملة التى لاقوها فى الأيام الأخيرة، وذلك لحين الوصول إلى اتفاق يرضى الطرفيين، مع تشكيل لجنة تمثل جميع أطياف المجتمع عامة، وأبناء مطروح خاصة لإدارة تلك الأزمة والوقوف على حلها».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.