كشفت الاعلامية دينا عبدالفتاح أنها رحلت عن قناة «التحرير» بسبب التدخلات الصارخة من الإدارة والتربص بكل ما تقدمه من موضوعات عقب التحقيق معها فى قضية «البلاك بلوك»، بالاضافة إلى إلغاء القناة الحلقة التى اعقبت تقديمها حلقة مع رئيس رابطة أمناء الشرطة. وقالت دينا عبدالفتاح ل«الشروق»: فى البداية كانت هناك ممنوعات وحساسية فى تناول بعض الموضوعات، لكن زاد من حدة الخلاف مع القناة أن الإدارة لم ترسل محامٍ للوقوف بجانبى أثناء التحقيق معى فى قضية البلاك بلوك».
وتابعت: «إهمالى من جانب القناة أكد لى أنهم يتعاملون معى بطريقة غير لائقة، لذلك قررت حينها ألا أظهر على شاشة «التحرير» إلا بعد اعتذار رسمى من القناة، وهو ما حدث بالفعل».
وأوضحت: «نهاية التعامل مع القناة جاءت بعد استضافتى رئيس رابطة أمناء الشرطة، حيث إننى بعد ان نوهت بوجود مفاجأة تخص وزارة الداخلية اتصل المكتب الإعلامى للوزارة بإدارة القناة ليعرف المفاجأة وعندما علم بحقيقة الموضوع طالب بإلغاء الفقرة، وهو ما رفضته تماما، لكن بعد هذه الحلقة ادارة القناة طالبتنى بأن تعرف كل صغيرة وكبيرة قبل تقديمها على الشاشة».
وكشفت عبدالفتاح أن القناة كانت تمنع كثيرا من الضيوف من الظهور على الشاشة قبل التسجيل مباشرة، وأخيرا وضعت قائمة سوداء للشخصيات الممنوع ظهورها.
ورغم أن الجميع وصف حلقة «البلاك بلوك» المثيرة للجدل بأنها غير مهنية، قالت عبدالفتاح: «فخورة بتلك الحلقة وأرى أنه لو لم استضيفهم لكانت قنوات أخرى تسابقت على استضافتهم».
وأضافت: «وليس معنى ذلك أنى احرض على العنف لأن كل قنوات العالم كانت تلهث وراء بن لادن لاستضافته، فالهدف من الاستضافة كان التعريف الناس بالفكرة وليس التشجيع على العنف».
وعن وجهتها القادمة بعد تركها «التحرير» قالت: «أدرس مع فريق عملى عروض من بعض القنوات، بالإضافة إلى عملى كرئيسة تحرير لمجلة اقتصادية، أما عن العودة للقناة مرة أخرى فهو أمر مستحيل بسبب العوائق التى وضعتها القناة وتصرفها الأخير معى أنا وفريق العمل».
من جانبه، أكد وليد حسنى رئيس قناة «التحرير» أن الإعلامية دينا عبدالفتاح لم يكن بينها وبين القناة أية عقود، وقناة التحرير أعطتها فرصة عمرها ودعمتها دعما كاملا، وأكد أنه ليس من اللائق أبدا أن يعمل شخص فى مكان وبعد أن يتركه يفشى أسراره سواء كان بالصدق أو الكذب.
وروى حسنى أن سبب ترك دينا للقناة هو رفضها إذاعة تقرير أعدته القناة عن اعتصام التحرير وغلق الميدان، رغم أن «الشعب يريد» كان البرنامج الوحيد على الهواء مباشرة، «وعندما طلبت منها إذاعة التقرير وعمل فقرة عن الاعتصام باستضافة أحد أفراد وزارة الداخلية للتحدث حول مفاوضات الوزارة لفتح الميدان ومعه أحد المعتصمين بحيث توجد جميع وجهات النظر، رفضت ظنا منها أن التقرير مفروض على القناة من قبل وزارة الداخلية».
وتابع حسنى: «دينا عبدالفتاح فى معظم برامجها لا تلتزم بالحيادية وهو ما صرحت به بنفسها فى أكثر من لقاء لها، حيث قالت إن الحيادية فى هذا الوقت تعتبر خيانة، وهو ما نرفضه إعلاميا فى القناة، حيث كانت تتبنى وجهة نظر معينة تستضيف من يؤيدها فى حين يوجد الطرف الآخر على استحياء، وهو ما سبب حرجا كبيرا للقناة على الهواء أكثر من مرة عندما يهاجم الضيف القناة واصفا إياها بعدم المهنية والموضوعية».
وحول اتهامه بالتدخل فى المادة المعروضة بالبرنامج قال: «أتدخل كرئيس قناة منذ اللحظة الاولى وليس بعد قضية البلاك بلوك، كما تدعى دينا عبدالفتاح، لأنه من حقى كرئيس للقناة أن أنسق ما يظهر على القناة وأن يكون متماشيا مع السياسة التحريرة للقناة، التى تعتمد على الحيادية والمهنية فى المقام الأول».
ونفى حسنى أن يكون قد رفض ظهور أى شخص على شاشة «التحرير»، مؤكدا أن حلقة «البلاك بلوك» الوحيدة الذى طلب فيها من عبدالفتاح كتابة تعهد بأنها مسئولة عنها، وأنها تضمن فعلا أن هؤلاء البلاك بلوك حقيقيون، «أما فى حلقة رئيس رابطة امناء الشرطة فقط طالبتها بظهور ممثل لوزارة الداخلية كنوع من حق الرد».
وبخصوص «القائمة السوداء»، قال رئيس قناة (التحرير): «من حقى كقناة فضائية أن أقوم بعمل قائمة لأسماء أرى أن آراءاهم ضد الأمن القومى وليس فى صالح الوطن، وأنا أرى أنه يدخل ضمن سياسة المحطة الفضائية ولا علاقة له بالمهنية، وما تقوله دينا عبدالفتاح أننا وضعناها من أجلها غير صحيح، حيث إن القائمة موضوعة منذ ما يقرب من شهرين، فلماذا لم تعترض عليها طوال هذه المدة».
وأضاف حسنى: «أتحدى أن تأتى دينا عبدالفتاح بما يثبت أن هناك رجل أعمال تابع للسلطة أو غيره يتحكم فى مضمون ما يذاع على القناة».
واختتم رئيس قناة «التحرير» حديثه، قائلا: «برنامج «الشعب يريد» سوف يعود مرة أخرى الأسبوع القادم، لأنه أحد برامج القناة وليس حكرا على أحد ولم نعلن بعد من سيتولى تقديمه».