لم أندم على استضافة «البلاك بلوك» وسأكرر ذلك دينا عبدالفتاح مقدمة برنامج«الشعب يريد» على قناة التحرير إعلامية متميزة كانت من أوائل من استضافوا أعضاءً من شباب «البلاك بلوك» وهو ما تسبب فى تقديم أكثر من 200 بلاغ للنائب العام ضدها، بتهمة دعم الإرهاب فضلا عن الحملات الإعلامية الشرسة للقنوات الدينية ضدها. فى حوارها مع «الصباح» تحدثت دينا عن مثولها أمام النائب العام المستشار طلعت عبدالله اليوم الأحد للتحقيق معها، وكشفت الكثير عن أسباب الهجوم عليها، وإلى الحوار.. كيف بدأت رحلتك مع التميز الإعلامى؟ تخرجت من كلية الإعلام جامعة القاهرة وحصلت على ماجستير فى الإعلام من الجامعة الأمريكية، ثم عملت فى دار أخبار اليوم فترة طويلة حتى تدرجت فى منصبى إلى نائب رئيس تحرير الأخبار، وفى الوقت الحالى أترأس موقعًا إلكترونيًا ومجلة شهرية متخصصة فى الاقتصاد اسمها «أموال الغد» لإيمانى الكامل بأن الاقتصاد هو أساس النمو، لكن الفترة الحالية بدأت أكثف عملى فى التليفزيون، وبرنامج «الشعب يريد» سبقته مشاركتى مع الإعلامى عمرو أديب فى برنامجه «القاهرة اليوم» لمدة شهرين، وأيضًا عملت فى قناة «المحور» ثم قناة «مودرن» ببرنامج «البلد بلدنا»، ولكن برنامج «الشعب يريد» يمثل بالنسبة لى بدايتى الحقيقية. هل فاجأك تقديم 238 بلاغًا ضدك وانعقاد جلسة كاملة بالشورى بسببك؟ شىء غريب جدًا ومخيف أن تعقد جلسة شورى كاملة عنى، وما حدث أعتبره نوعًا من أنواع الهزل السياسى، وسقطة لحزب الوسط، لأننى كنت أعتقد أن يدعم حرية الإعلام بوجوده فى مجلس الشورى، ولا يكون عصا فى يد القادة السياسيين أو فصائل معينة ترى من مصلحتها تكميم الأفواه والسيطرة على العقول، والعضو عصام شبانة هو الذى اقترح تحويلى إلى التحقيق أمام النائب العام، لأننى مارست مهنتى باحترافية عالية جدًا. وكيف استقبلت تطوع بعض المحامين من قيادات التيار الإسلامى للدفاع عنك؟ لم أندهش، فالمحامى ثروت الخرباوى ومختار نوح وكثير من محاميى الإخوان المسلمين أيضًا متضامنون معى، لذلك أطلق عليهم أحيانًا الخوارج لأنهم خرجوا عن الجماعة بعدما اكتشفوا أن المعلن من الرسالة غير ما يتم تطبيقه على الأرض، وهذا ليس مفاجئًا لى إطلاقًا، لأن هؤلاء أكثر معرفة بالإخوان المسلمين وعقليتهم وتفكيرهم، وهيئة محاميى الدفاع تتضمن الدكتور جابر نصار وعصام الإسلامبولى وحافظ أبوسعدة، كما أن الأستاذ سمير صبرى من المحتمل تطوعة معى. هل ترين أن «البلاك بلوك» كان سبب كل هذه الأزمة؟ السبب الحقيقى ليس استضافتى لأعضاء فى «البلاك بلوك»، وإنما هو قمع حرية المرأة، لأنهم يرون أن جرأتى وقدرتى على النقد والمواجهة تشجع المرأة والناشطات الذين يزجون فى طريقهم البلطجية للتحرش بهم واغتصابهم فى الشوارع لمنعهم من المشاركة السياسية، وفى اعتقادى أننى أمثل لهم نوعًا من أنواع التوتر. ماذا يمثل لك اتهامك بأنك تدعمىن الإرهاب؟ أنا غير مسئولة عن جهل الآخرين فى توصيف الأمور. هل شعرت بالندم على استضافة «البلاك بلوك»؟ إطلاقًا وإذا تكرر أى حدث آخر يتضمنهم سأقوم باستضافتهم داخل الاستوديو مرة أخرى. ماذا عن جلسة التحقيق معك أمام النائب العام؟ سأمثل اليوم الأحد أمام المستشار طلعت عبدالله النائب العام للتحقيق معى بتهمة دعم الإرهاب بعد استضافتى شباب «البلاك بلوك»، وكان قد تم إبلاغى بطريقة غير لائقة بإرسال مباحث من قسم شرطة الهرم داخل استوديو القناة، حيث كان من المفترض إبلاغى من خلال نقابة الصحفيين، وذلك حتى لا نؤصل لفكرة إلقاء القبض على الإعلاميين أو الصحفيين فى أى مكان بأى تهمة لأن المجتمع الصحفى والنقابة لابد أن يكون لديها علم بأسباب القبض علينا. ما رأيك فى «دعاة» القنوات الدينية؟ جزء من الصورة العامة الحالية فى البلاد، وهذا هو إعلامهم ورأيهم ومقاضاتى لهم تعبر عن رأيى الشخصى فيهم لأنها قنوات تخرج عن المهنية. وكيف ترين تهديد الإعلاميين بتحويلهم للنائب العام؟ إحدى آليات قمع حرية الإعلام وإرهاب الإعلاميين ولم يكن هذا متوقعًا بعد ثورة 25 يناير العظيمة. ألا يزعجك تشابة اسم برنامجك مع البرنامج السابق للإعلامى طونى خليفة؟ إطلاقًا.. خصوصًا أن برنامجه أصبح اسمه «زمن الإخوان» ولكن الاسم أخذته من الجزء الأول لشعار القناة «الشعب يريد تحرير عقول» والذى أعتبره شعارًا عبقريًا. كيف انتقلت لتقديم برنامج على قناة التحرير؟ بالصدفة البحتة، ولم أسع إلى هذا إطلاقًا، حيث كان من المفترض فى البداية أن أقدم جزءًا خاصًا بالاقتصاد فى أحد برامج التوك شو كفقرة، إلا إننى اقترحت فكرة برنامج «الشعب يريد» ومن خلاله كنت أريد القفز من المرحلة الانتقالية إلى مرحلة «ماذا يريد الشعب»، ومناقشة الكثير من الموضوعات. ألا ترىن تناقضًا بين ملكية سليمان عامر لقناة التحرير وتوجهاتها؟ أنا إنسانة مهنية وأتعامل بشكل مؤسسى، وعملى مع إدارة قناة التحرير باتفاق على مستوى حرية معين لن يتم التنازل عنه وعدم تدخل فى سياسة تحرير برنامجى، وبالتالى لا يعنينى مستثمر القناة، لكن يعنينى مستوى الحريات، والتى إذا تم التعرض لها داخل القناة سأغادر فورًا، كما أن سليمان عامر مالك القناة لا يتدخل إطلاقًا فى سياسة القناة أو برنامجى. هل بعد مغادرة أكثر من مذيعة «القناة» أصبحت تمثل عدم استقرار لك؟ لا آخذ تجارب الغير وأطبقها على نفسى، واتفاقى مع قناة التحرير غير قائم على الاتفاقات المالية المبالغ فيها، التى تكون محل الخلاف دائمًا، وإنما شروطى عادية. وما هو برنامجك المفضل؟ أحب مشاهدة برنامج الإعلامية «ريم ماجد» والإعلامى «يسرى فودة» بعمقه وهدوئه و«يوسف الحسينى». ما تقييمك للتليفزيون المصرى حاليًا؟ فى أسوأ مراحله، وحينما أتحدث عنه أشعر بأن «الضرب فى الميت حرام». ما رأيك فى الاتهام الدائم للإعلام بأنه يشعل الفتن؟ كلها مفاهيم قمعية تسعى لإعادة الإعلام كما كان فى الماضى ليرى فقط «نصف الكوب المملوء» وممنوع يرى نصف الكوب الفارغ وهى نظرية النظام حاليًا، بأن يقوم الإعلام على التضليل لصالح السلطة. كيف ترين تعامل الإعلام فى واقعة المواطن المسحول؟ بمهنية شديدة.. وتكرار إذاعة مشهد سحله على شاشات القنوات الفضائية، كان رغبة فى تأكيد مدى الظلم والإهانة لمواطن مصرى وتأكيدًا على الضغط على المسحول لتغيير أقواله بعدم إساءة الشرطة له، وأن المتظاهرين سحلوه وكذبه أمام النيابة، وهو ما جاء عكس المشهد الحقيقى على الشاشة، لذلك فإن الإعلام أصاب الداخلية والقادة السياسيين بالجنون بإذاعة المشهد الحقيقى واكتشافهم كذب المواطن، ولم يقصد الإعلام إهانة المواطن. وماذا عن انتقادك لرئيس الوزراء فى تصريحه عن تنظيف ثدى المرأة؟ أنا أحترم الدكتور هشام قنديل للغاية، لكن تصريحه عن تنظيف ثدى المرأة كان غريبًا جدا، فهى مشكلة ليست بحجم الحدث، ولا علاقة لها به، وكنت أنتظر منه الحديث عن قضايا المتظاهرين أو حلول للأزمة الاقتصادية، التى تهم الشعب حاليًا، وليس عن موضوع بهذا الشكل.