جاء حفل توزيع جوائز الأوسكار الخامس والثمانين، مساء الأحد، بنكهة سياسية، ليس فقط بمنح العديد من الجوائز لأفلام تتناول أحداثا سياسية، ولكن أيضا بالمفاجأة التى كانت فى انتظار المتنافسين وملايين المشاهدين معا، عندما أطلت عليهم سيدة أمريكا الأولى ميشيل أوباما من البيت الأبيض لتعلن اسم العمل الفائز بجائزة أفضل فيلم والتى ذهبت ل«أرجو» الذى يتناول قصة انتصار «من وحى الخيال» لأمريكا على إيران وتمكنها من تحرير عدد من مواطنيها الذين احتجزوا كرهائن بطهران، وكذلك ذهبت جائزة أفضل فيلم لدانيل دى لويس عن فيلمه «لينكولن» محرر العبيد فى أمريكا. ميشيل أوباما تفاجئ الجميع من البيت الأبيض
خطفت ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الأنظار بشدة خلال الحفل عندما ظهرت فى بث مباشر من البيت الأبيض معلنة فوز «أرجو» بجائزة أفضل فيلم. وقالت زوجة أوباما، التى ارتدت فستانا فضيا براقا، «أهلا بكم فى البيت الأبيض» بعد مقدمة قصيرة من الممثل جاك نيكلسون الذى كان موجودا على خشبة المسرح الذى أقيم به حفل الأوسكار. وأشادت ميشيل أوباما بالأفلام التى «ترفع الروح وتوسع أفق تفكيرنا» قبل أن تهنئ كل المرشحين للفوز. وأضافت «هذه الأفلام نقلتنا الى الماضى والى أماكن مختلفة من العالم، لقد أبكتنا واضحكتنا وجعلتنا نشعر بالتشويق». ومضت السيدة الأمريكية الأولى تقول «لقد علمتنا أن الحب يمكنه أن ينتصر وأن يحدث تحولا ملفتا فى حياتنا، وذكرتنا أن بامكاننا التغلب على العقبات إذا كافحنا بشكل كاف وتحلينا بالشجاعة للإيمان بقدراتنا». وذكرت ميشيل أوباما بأهمية الفنون فى تربية الشباب «لفتح أفق خيالهم ولكى يحلموا أحلاما كبيرة ويكافحوا من أجل تحقيق هذه الأحلام». وفتحت بعد ذلك المظروف وأعلنت فوز «أرجو» من إخراج بن أفليك بأهم جائزة فى حفل الأوسكار. وبعد لحظات قليلة أعلنت ميشيل أوباما، عبر حسابها على «تويتر»، أن «إعلان الفائز بجائزة أفضل فيلم فى حفل أوسكار 2013 من البيت الأبيض كان رائعا.. هنيئا لأرجو!» وقد وقعت الرسالة بالحرفين الأولين من اسمها، وقد أعاد زوجها توجيه التغريدة نفسها. وأقر ممثل الفيلم ومخرجه بن أفليك، بعد ذلك ردا على أسئلة الصحفيين فى الكواليس، بأنه «شعر بهلوسة» عندما أعلنت السيدة الأمريكية الأولى فوزه.
أفضل فيلم تذهب ل«أرجو» وستيفين سبيلبيرج الخاسر الأكبر
لم تختلف قائمة الجوائز التى أعلنت فى حفل الأوسكار الخامس والثمانين كثيرا عن التوقعات التى رصدها النقاد من قبل، بل جاءت فى أغلبها متطابقة إلى حد كبير، فذهبت الجائزة الأهم بالمسابقة وهى أفضل فيلم ل«أرجو» للممثل والمخرج الأمريكى بن أفليك.
ويروى فيلم «أرجو» عملية إخراج وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية دبلوماسيين أمريكيين لجأوا إلى سفارة كندا خلال الثورة الايرانية 1979 من خلال تقديمهم على أنهم أعضاء فى فريق فيلم خيالى علمى.
وشهد الحفل تتويج دانييل دى لويس كأفضل ممثل للمرة الثالثة عن دوره فى فيلم «لينكولن»، بينما كان الخاسر الأكبر لجوائز الأوسكار ستيفن سبيلبرج من دون أى منازع بعد أن أفلتت منه جائزة أفضل مخرج.
كما فاز فيلم «أرجو» بجائزتين أخريين هما أفضل سيناريو مقتبس وأفضل مونتاج، وقد أطلق بن افليك صرخة وبدت عليه الصدمة بعد إعلان فوز فيلمه، وهو لم يكن مرشحا فى فئة أفضل مخرج أو أفضل ممثل إذ يقوم بالدور الرئيسى فى الفيلم.
وكما كان متوقعا فاز دانييل دى لويس بجائزة أفضل ممثل مكافأة على تجسيده شخصية الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة ابراهام لينكولن ليصبح بذلك أول ممثل فى تاريخ الأوسكار يفوز بجائزة التمثيل الرئيسية ثلاث مرات.
وقد أطلق الممثل البريطانى، البالغ 55 عاما، بنكتة موجهة إلى ميريل ستريت التى سلمته التمثال.
وقال «قبل ثلاث سنوات قررنا تبادل الأدوار لأنى التزمت آداء شخصية مارجريت ثاتشر» فى فيلم «ايرون ليدى» التى فازت ميريل ستريب عنه بأوسكار افضل ممثلة العام الماضى، واضاف، وسط ضحكات الحضور، «وكانت ميريل الخيار الأول لستيفن سبيلبرج فى دور لينكولن».
وذهبت أوسكار أفضل ممثلة للنجمة الشابة جنيفير لورانس (22 عاما) عن دورها كأرملة مضطربة فى «سيلفر لاينينجز بلايبوك»، وقد تعثرت الممثلة وسقطت على السلالم المؤدية إلى خشبة المسرح.
وحصد «انج لى»، المولود فى تايوان، على جائزة أفضل مخرج وهى الثانية فى مسيرته الفنية بعد «بروكباك ماونتن» فى العام 2005.
وكما كان متوقعا توج فيلم «آمور» المصور بالفرنسية للمخرج النمساوى مايكل هانيكه والذى كان يمثل النمسا، بأوسكار أفضل فيلم أجنبى.
وقال المخرج «شكرا جزيلا لهذا الشرف الكبير» وشكر فريق فيلمه، مضيفا «أشكر ممثلى فيلمى الرائعين لأنى من دونهما لم اكن لاتواجد هنا»، متوجها إلى «جان-لوى ترانتينيان وايمانويل ريفا التى احتفلت الأحد بعيد ميلادها السادس والثمانين وكانت مرشحة فى فئة افضل ممثلة.
وحصدت آن هاثاوى أوسكار أفضل ممثلة فى ور ثانوى تأديتها دور «المومس» فانتين فى الفيلم الغنائى الاستعراضى «لى ميزيرابل».
وفاز فيلم «لى ميزيرابل» أيضا بجائزتى أفضل ماكياج، وأفضل صوت مناصفة مع «سكاى فال» آخر إجزاء سلسلة جيمس بوند، وقد فازت المغنية أديل بجائزة أفضل أغنية أصلية عن «سكاى فال» ايضا.
وفى أول جائزة وزعت خلال الحفل، فاز النمساوى كريستوفر فالتس بأوسكار أفضل ممثل فى دور ثانوى عن فيلم «دجانجو انتشايند»، وقد اعرب عن «امتنان غير محدود» للمخرج كوينتن تارانتينو «الذى أوجد عالما يستوحى منه بشكل لا يصدق».
وفاز تارانتينو أيضا بأوسكار أفضل سيناريو أصلى عن الفيلم نفسه وهو الثانى له فى الفئة ذاتها بعد «بالب فيكشن»، أما أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة فكان من نصيب «برايف» من انتاج استديوهات بيكسار.
وافتتح مقدم الحفل الممثل والمخرج سيث ماكفرلاين السهرة بسلسلة من النكات قبل أن يقاطعه وليام شاتنر قائد المركبة الفضائية فى سلسلة أفلام «ستار تريك» الذى أعطاه بعض النصائح حتى لا يكون «أسوأ مقدم لحفل الأوسكار».
وأفردت السهرة حيزا كبيرا للموسيقى مع مشهدين مكرسين للفيلمين الاستعراضيين «شيكاغو» و«لى ميزيرابل» فى حين تم الاحتفاء بالذكرى الخمسين لانطلاقة جيمس بوند السينمائية مع اداء تشيرلى باسيى لأغنية «جولدفينجر» الشهيرة.
تحوذ «توايلايت» على 7 جوائز للأسوأ
قبل يوم واحد من إعلان جوائز الاوسكار كالعادة أعلنت جوائز الجولدن «راسبيرى او راتزى» فى حفلها الثالث والثلاثين والتى تمنح لأسوأ الاعمال السينمائية والممثلين كل عام.
ففاز فيلم «توايلايت» أو «الشفق بزوغ الفجر الجزء الرابع» بسبع جوائز من أحد عشر ترشيحا ومنهم أسوأ فيلم فى العام الماضى، أسوأ ممثلة لبطلة الفيلم كريستين ستيوارت، أسوأ ممثل مساعد تايلر لوتنر، أسوأ مخرج بيل كوندون وأسوأ ثنائى على الشاشة تايلر لوتنر وماكينزى فوى.
وللمرة الثانية يفوز الممثل آدم ساندلر بجائزة أسوأ ممثل عن فيلمه «هذا هو ولدى» بعد فوزه فى 2011 بنفس الجائزة عن فيلمه «جاك وجيل»، وحصلت مغنية البوب الشهيرة ريهانا على جائزة أسوأ ممثلة مساعدة عن دورها فى فيلم «سفينة حربية».
جينيفر لورانس تسقط أرضًا قبل تسلم جائزة أفضل ممثلة
خرجت الممثلة الأمريكية جينيفر لورانس من مهرجان الأوسكار بجائزة أفضل ممثلة عن دورها فى الفيلم الكوميدى الرومانسى «سيلفر لاينينج بلايبوك».
وواجهت فى هذه الفئة منافسة من جيسيكا تشاستاين «زيرو دارك ثيرتى»، ايمانويل ريفا «آمور»، وكوفينزانى واليس «بيستس أوف ذى ساذرن وايلد»، وناعومى واتس «ذى ايمباسبل».
وقد تأثرت الممثلة البالغة 22 عاما كثيرا بفوزها وتعثرت وسقطت أرضا لدى صعودها السلالم لتسلم جائزتها مرتدية فستانا من تصميم دار «ديور» للأزياء.
وتمنت ميلادا سعيدا للممثلة الفرنسة ايمانويل ريفا التى كانت تحتفل بعيد ميلادها الثامن والثمانين الأحد وكانت مرشحة فى الفئة ذاتها.
وتقوم لورانس فى الفيلم بدور أرملة شابة تعانى من اضطرابات.
وهى من أصغر الممثلات اللواتى فزن بجائزة أوسكار أفضل ممثلة وراء الممثلة الصماء مارلى ماتلين التى فازت بالجائزة عن دورها فى «تشيلدرن أوف ايه ليسير غاد» عام 1987 عن 21 عاما.
دانيل دى لويس.. رفض «لينكولن» 3 مرات فمنحه الأوسكار الثالثة
دخل النجم دانيل دى لويس تاريخ هوليوود من أوسع أبوابه بفوزه للمرة الثالثة بجائزة أفضل ممثل وهى المرة الأولى التى يجتاز فيها أى ممثل هذا الاختبار ثلاث مرات، ويصفه النقاد بأنه ممثل قل نظيره، فهو مطلوب فى عمله ومقل فى ظهوره على الشاشة الكبيرة كى يغوص بشكل أفضل فى الشخصيات التى يؤديها.
فى سن الخامسة والخمسين منح الممثل الايرلندى البريطانى جائزة الأوسكار هذه المرة لتجسيده الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة فى فيلم «لينكولن» من إخراج ستيفن سبيلبرج ، وهو دور رفضه ثلاث مرات قبل أن يقنعه الممثل ليوناردو دى كابريو فى نهاية المطاف بقراءة السيناريو.
وهو فوز يجعل من هذا الشخص المولود فى أبريل 1957 فى لندن، أول ممثل يفوز بأوسكار أفضل ممثل فى دور رئيسى ثلاث مرات، ولاتزال تسبقه فى هذا المجال الممثلة الراحلة كاثرين هيبورن التى فازت بأربع جوائز. كما فى كل أدواره السابقة، غاص دى لويس فى شخصية «لينكولن»، فغير نبرة صوته واعتمد وضعية جسم محددة وتدرب على القاء خطب الرئيس السابق الى حد بات الشبه بينهما ملفتا. كان يطلب من العاملين فى الفيلم أن يتوجهوا إليه بلقب «السيد الرئيس» فى كل الأوقات خلال التصوير والاستراحات بين المشاهد. وقد قال مؤخرا لصحيفة «نيويورك تايمز» ، «أعرف أنى لست ابراهام لينكولن، أنا مدرك ذلك، لكن كل اللعبة تقوم على بث هذا الانطباع، ولسبب ما ومهما بدا ذلك مجنونا فإن جزءا منى يسمح لنفسه ان يفكر بذلك لفترة معينة». وهذا الغوص فى الدور يتطلب فترة تحضير طويلة تكون ذات وطأة عاطفية كبيرة، ويقر الممثل أنه يشعر «بتعاسة رهيبة» عند الانتهاء من تصوير فيلم. ويوضح «اليوم الأخير من التصوير يكون سرياليا، فروحك وجسدك غير مستعدين بتاتا لانتهاء هذه التجربة، وفى الأشهر التى تلى يتملكنى شعور عميق بالفراغ». ويرجح أن يكون هذا الأمر السبب وراء اطلالات الممثل ، الذى يعتبر باجماع النقاد، أفضل ممثلى جيله، النادرة على الشاشة الكبيرة هو الذى شارك فى حوالى عشرة أفلام فقط فى غضون عشرين عاما.
بدأ الممثل، وهو ابن الشاعر البريطانى الشهير سيسيل دى لويس، مسيرته على خشبة المسرح فى السبعينيات قبل أن يتجه الى السينما فى مطلع العقد التالى، وفى عام 1985 برز على التوالى فى فيلمى «ماى بويتيفل لوندريت» و«ايه روم ويذ ايه فيو» فى دورين ثانويين.
وبعد «ذى انبيربل لايتنيس اوف بيينج» فى عام 1987، أبدع فى دور المعوق فى «ماى ليفت فوت» الذى حقق له اول أوسكار. وبعد ذلك مثل فى «لاست اوف ذى موهيكنز» (1992) و«ايدج اوف اينوسنس» (1993) و«إن ذى نايم اوف ذى فاذير» (1993) حيث يؤدى دور ايرلندى متهم خطأ باعتداء نفذه الجيش الجمهورى الايرلندى. وبعد فيلم «ذى بوكسر» (1997)، أدار دانييل داى لويس ظهره للسينما وراح يتعلم مهنة الاسكافى فى إيطاليا مشبعا حبه للفن الحرفى، كما قال فى مقابلة مع مجلة «تايم». وأوضح «فى نهاية سن المراهقة كنت أتصور نفسى نجارا مصمما للأثاث، وعلى مدى عام كنت ضائعا لا أعرف ما أريد القيام به فعملت فى مرافئ وفى ورش، وعندما قررت امتهان التمثيل أظن أن والدتى تنفست الصعداء لأنى بت أركز على شىء ما فى النهاية».
الخاسرون يعودون لمنازلهم ب45 ألف دولار هدايا
إذا كنت من المرشحين لجوائز الأوسكار ولم تستطع الفوز بتمثال ذهبى فى الحفل اطمئن فلن تعود للمنزل خالى الوفاض بعد كل هذا العناء، وإنما ستحصل على حقيبة مليئة بالهدايا والتى تصل قيمتها إلى 45 الف دولار وهو ما يجعل الجميع سعيدا فى النهاية، حيث قامت شركة التسويق «دستينكتيف اسيتس» بتوزيع الهدايا تحت شعار «الجميع يفوز فى حفل توزيع جوائز الأوسكار» وهو الاسم الذى يطلق على هذه الحقيبة أو «أكياس الغنيمة»، والتى تضم الكثير من الهدايا، وغير مسموح له باستبدالها بالمال أو منحها لشخص آخر ويتم اختيار هؤلاء المرشحين الخاسرين حيث إنها لا تمنح لكل الفئات من المتنافسين على جوائز الاوسكار.
ومن بين الهدايا التى اعلن عنها رحلات إلى أستراليا وهاواى ومنتجع فى المكسيك، دورات تدريبية وجلسات تمارين خاصة، زجاجة كحول من أفخر الأنواع، أحذية رياضية من نوع خاص، جلسات علاج بالوخز بالابر، أيضا الاقامة لمدة أسبوع فى أحد مراكز اللياقة البدنية وفقدان الوزن، جلسة عناية بالوجه، عضوية لمدة عام فى خدمة الشخصيات المهمة فى مطار هيثرو فى لندن، وأطفال النجوم لهم نصيب من الهدايا أيضا فيحصلون على دروس فى عروض السيرك، ويتم ايصال تلك الحقائب إلى منازل هؤلاء النجوم الخاسرين أو يتسلمها وكلاؤهم ومديرو أعمالهم.
يذكر أن أكاديمية العلوم والفنون السينمائية توقفت عن إعطاء سلال الهدايا إلى مقدمى الحفل والنجوم الذين يحيون الحفل منذ عام 2007 بعد أن تعرضوا إلى التدقيق من مسئولى الضرائب.