بين اتهامات حزب النور وقيادات الدعوة السلفية، بأخونة الدولة وإقصاء الفصائل السياسية خصوصا الإسلامية الأخرى، والنفى الإخوانى، جاءت إقالة الرئاسة لخالد علم الدين، من منصب مستشار الرئيس لشئون البيئة، بناء على تقارير حول استغلال نفوذه، بما استتبع عاصفة من الانتقادات وجهتها قيادات حزب النور مع استقالة الدكتور بسام الزرقا، القيادى فى النور، من منصب مستشار الرئيس محمد مرسى للشئون السياسية اعتراضا على تأزم العلاقة بين الطرفين. حالة موازية من الاستياء انتابت قيادات جماعة الإخوان، وحزبها السياسى عقب ما أطلقه كوادر التيار السلفى بشأن مساعى الإخوان للسيطرة على البلاد وتهميش وإقصاء الحلفاء الإسلاميين الآخرين من الساحة، وبدا ذلك الاستياء واضحا فى تصريحات الدكتور مراد على المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، وعلى صفحات التواصل الاجتماعى الناطقة باسم الجماعة.
الهجوم السلفى كان قد انطلق مع تصريحات متلفزة أطلقها ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، اتهم فيها جماعة الإخوان بمحاولة الاستحواذ على الدولة وتهميش السلفيين، وقال إن الحكومة الحالية أداؤها سيئ فى كثير من المواقف، وهناك درجة من درجات الأخونة فى الدولة. وهو ما قابله رفض من المتحدثين باسم جماعة الإخوان حيث أكدوا على صفحاتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعى أن الجماعة لا تسعى للاحتكار، ولا يوجد من يحتكر الإسلام، مشددين على أن المشروع الإسلامى يسع الجميع. وأبدى الدكتور مراد على المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان، اندهاشه من مواقف وتصريحات قيادات التيار السلفى، وقال ل«الشروق»: «ننتظر منهم أن يفسروا لنا تحول مواقفهم من موافقة الحرية والعدالة على أغلب القرارات التى يعترضون عليها الآن وعلى رأسها التشكيل الحكومى الذى باركه النور ويطالب الآن مع قيادات الإنقاذ بتغييره».
وتابع: إن تصاعد النبرة العدائية ضد الحرية والعدالة من جانب قيادات حزب النور تحديدا سببها المشاكل الداخلية الجسيمة التى يعانى منها الحزب داخليا مما يسبب نوعا من الارتباك لقياداته التى تشن حملات ضارية من الهجوم مؤخرا على مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان وحزبها السياسى.
من ناحيته، أكد جمال حشمت، عضو مجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة، أن الهجوم المتكرر الذى يقوده حزب النور والتيار السلفى ضد جماعة الإخوان، وحزبها لم يفاجئ الإخوان وأن انتقادهم مؤسسة الرئاسة يعتبر من باب «كسب الأرضية» قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقال إن «الحسابات الانتخابية وراء تسخين الأجواء بين الإخوان والسلفيين الذين يعتبرون ان الانتخابات معركة تقتضى استخدام جميع الأسلحة بها من سواء التقارب من أطراف أو الهجوم على آخرين».