ألقى محتجون زجاجات مولوتوف على قصر الاتحادية ورشقوه بالألعاب النارية والحجارة اليوم، الجمعة، وردت القوات التي تحرس القصر بطلقات تحذيرية من داخله واستخدمت خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع لإبعاد المتظاهرين، في حين شهدت عدة مدن مظاهرات واشتباكات بأنحاء البلاد. وقالت وكالة أنباء رويترز، إن "المحتجين ألقوا خمس زجاجات حارقة من فوق سور القصر وقذفوا الحجارة داخله"، وأضافت أن نحو ألفي محتجّ رددوا هتافات مناهضة للرئيس محمد مرسي وهتفوا: "ارحل" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، بعد أن أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لإبعادهم عن محيط القصر.
وتحركت مدرعات الشرطة ضد المتظاهرين بعد أن أشعلوا النار أمام إحدى بوابات القصر وحاولوا فتحها، بعد أن ألقى محتجون كرات لهب من فوق السور تسببت في حرائق صغيرة سرعان ما أخمدت.
وقبل الاشتباكات التي وقعت أمام القصر، نظم نشطاء عددًا من المسيرات في القاهرة، توجه بعضها إلى القصر الذي وضع بعض المتظاهرين شارات على أذرعهم حملت عبارة "يسقط حكم المرشد".
وقال بلال عمر (23 عاما) الأمين العام لحزب الدستور بمدينة الزقازيق شمال شرقي القاهرة، "جئت لإسقاط نظام مرسي، حزب الحرية والعدالة مثل الحزب الوطني ولا فرق بين مرسي ومبارك".
لكن جبهة الإنقاذ التي تضم حزب الدستور ترفع مطالب أقل من مطالب معظم المحتجين بينها تشكيل حكومة وحدة وطنية وتعديل الدستور.
وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في عدد من المدن شمالي القاهرة بعد أن رشقها بعضهم بالحجارة والقنابل الحارقة في يوم جديد من الاحتجاجات ضد سياسة مرسي.
ويقول المتظاهرون الذين نزل آلاف منهم إلى الشوارع اليوم في القاهرة وعدد من المدن، إن مرسي يساعد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها على الاستئثار بالسلطة وإنه لم يحقق أهداف الثورة التي أطاحت بمبارك.
وقال شاهد عيان من رويترز، إن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على مشاركين في مسيرة بعد أن رشقوا قسم شرطة سيدي جابر بمدينة الإسكندرية بالحجارة وإن اشتباكات عنيفة تلت ذلك.
وخلال مسيرة بالمدينة مزق متظاهرون صورا لمرسى كانت معلقة علي أعمدة إنارة منذ الحملة الانتخابية العام الماضي.
ودعا نشطاء ينتمون لجبهة الإنقاذ الوطني التي تقود المعارضة، إلى التظاهر اليوم بعد نحو أسبوع من مقتل عدد من النشطاء خلال اشتباكات مع الشرطة وتعرية محتج وسحله قرب قصر الرئاسة في شرق القاهرة.
وفي مدينة طنطا، قال شاهد عيان من رويترز إن متظاهرين حاولوا اقتحام مبنى ديوان عام المحافظة ومبنى مديرية الأمن المجاور وإن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وأضاف، أن قنابل حارقة ألقيت على مبنى مديرية الأمن وأن رجال شرطة اعتلوا المبنى وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وتلت ذلك اشتباكات عنيفة استمرت ساعات في عدد من شوارع المدينة.
ونشرت، أمس الخميس، قوات حراسة أمام منزل المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي ومنزل العضو القيادي بالجبهة حمدين صباحي اللذين قال داعية سلفي في برنامج تلفزيوني إن الشريعة الإسلامية تقضي بقتلهما لأنهما بحسب قوله يدعوان لمظاهرات يتحول بعضها للعنف.
وقال شهود عيان إن متظاهرين حاولوا اقتحام مقر مجلس مدينة المحلة الكبرى، وقال إن المتظاهرين رشقوا المبنى بالحجارة والقنابل الحارقة وسط هتافات من بينها "إخوان كاذبون"، وأضاف أن رجال شرطة اعتلوا سطح المبنى الذي يتكون من أربعة طوابق وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كسروا باب المبنى.
وفي مدينة كفر الزيات حاول متظاهرون اقتحام مجلس المدينة ورشقه بعضهم بالحجارة وردت عليهم الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم.
ورشق محتجون مبنى به مكتب لحزب الحرية والعدالة في مدينة السنطة مما أدى لتحطم واجهة متجر في الطابق الأرضي وإتلاف بعض محتوياته.
وشهدت مدينة كفر الشيخ أيضا اشتباكات مماثلة بين مئات المحتجين ورجال الشرطة استخدم خلالها المحتجون الحجارة والزجاجات الحارقة وردت الشرطة بالغازات المسيلة للدموع.
وقالت مصادر بوزارة الصحة إن 45 شخصا أصيبوا في الاشتباكات التي شهدتها هذه المدن وقالت مصادر أمنية إنه تم احتجاز عشرات المحتجين.
وهتف آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير "الشعب يريد إسقاط النظام" و"يسقط يسقط حكم المرشد".
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن محتجين في الميدان عطلوا حركة مترو الأنفاق في محطة رئيسية بالميدان لفترة من الوقت.
وقالت قناة الحياة إن محتجين أغلقوا طريق الكورنيش القريب من التحرير الذي يشهد اعتصاما منذ نوفمبر بعد إعلان دستوري أصدره مرسي وسع سلطاته.
وخلال الأسبوعين الماضيين قتل 59 مصريا خلال مواجهات بين الشرطة ومحتجين معظمهم في مدينة بورسعيد بعد قرار محكمة يمهد لإعدام 21 أغلبهم من سكان المدينة أدينوا في القضية التى اشتهرت إعلاميا بمذبحة استاد بورسعيد التى قتل فيها أكثر من 70مشجعا للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي.
وقال سكان إن الحكم سياسي بعد أن هدد مشجعو الأهلى بنشر الفوضى في البلاد إذا لم تصدر أحكام مشددة ضد المتهمين وعددهم 73 بينهم 12 من رجال الشرطة والموظفين.
وشارك آلاف من سكان بورسعيد في مسيرة مناوئة لمرسي في المدينة.
ويسمي نشطاء مظاهرات اليوم "جمعة الكرامة" أو "جمعة حق الدم" أو "جمعة الرحيل" في إشارة إلى المطالبة بإسقاط مرسي.