«بلاك بلوك» تحول المواطنين إلى «مخبرين سريين»

وسط حالة من الارتباك السياسي الذي تشهده مصر، سطع نجم مجموعة "بلاك بلوك" لتحتل خلال أيام قليلة مساحة كبيرة من المشهد الإعلامي والسياسي، بسبب أسلوبها الغريب على الشارع المصري في التظاهر.

ولعل تأكيدات الأجهزة الأمنية على خطر هذه ال"بلاك بلوك"، دفعت النائب العام اليوم، إلى إصدار قرار بضبط أعضاء هذه المجموعة، بل وصل الأمر إلى القبض على من يرتدي زيهم، وذلك بعد تأكيده أن تحقيقات المكتب الفنّي أثبتت انتمائهم إلى مجموعات إرهابية .

وفي سابقة في تاريخ تعامل الشرطة مع المواطنين، حث النائب العام المستشار طلعت عبد الله، المواطنين بالتحفظ على أي شخص يشتبه في انتمائه إلى "بلاك بلوك"، وتسليمه إلى أقرب مأمور للضبط القضائي، في خطوة يرى البعض أنها حولت المواطن إلى "مخبر سري".

وفي إطار ما سبق، أبدى المستشار رفعت السيد، رئيس محكمة جنايات القاهرة السابق، تعجبه من إمكانية صدور مثل هذه الأوامر من النائب العام، قائلاً: "لا يمكن القبض على أي مواطن يرتدي زياً معيناً".

أضاف "القرار هذا يشبه القبض على كل مواطن دخل شارع القصر العيني أو دخل ميدان التحرير"، متسائلاً "كيف يمكن القبض على مواطن يسير بالشارع لمجرد ارتدائه اللون الأسود؟".
بدوره، ووصف الخبير القانوني عصام الإسلامبولي، تصريح النائب العام ب"الأهوج"، معتبراً كلامه دليل على عمله لصالح جماعة الإخوان المسلمين، موضحاً أن النائب العام لم يتخذ أي إجراءات ضد امتلاك الإخوان ميليشيات إلكترونية، أو محاصرة أعضائها لمقر المحكمة الدستورية العليا.

أما الناشط الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، فأشار إلى أن تصريح النائب العام لا يليق به، واعتبره بمثابة تحريض للمواطن حتى يصبح مرشداً .

على الجانب الآخر، قال الدكتور إبراهيم العناني، أستاذ القانون بجامعة عين شمس، إن دعوة النائب العام للمواطنين للمساعدة في ضبط عناصر البلاك بلوك "إجراء طبيعي"، مشيراً إلى أن الهدف منه حثهم على التعاون مع الأجهزة الأمنية لضبط أى شخص ينتمي إلى جماعة إرهابية وتسليمه، ومعتبراً ذلك "واجب على المواطنين ".