تعيش محافظة بني سويف أزمة وقود طاحنة؛ حيث شهدت محطات الوقود زحامًا شديدًا من أصحاب السيارات والدراجات البخارية في ضوء نقص المعروض؛ ما أدى إلى انتعاش (السوق السوداء) والتي وصل فيها سعر لتر السولار إلى 2 جنيه، وبنزين 80 إلى 2 جنيه، لتعود الجراكن وطوابير السيارات مرة ثانية أمام محطات الوقود على طريق (القاهرة- أسيوط الزراعي). يقول مصطفى عبد المعطي- سائق سيارة نقل-: "إن هناك بلطجية يستولون على الوقود؛ لبيعه لتجار السوق السوداء في المحافظات المجاورة، خاصة محافظة المنيا والفيوم"، لافتًا إلى أن أهم أسباب الأزمة غياب رقابة مباحث التموين على المحطات في المحافظة، مؤكدًا أن المتعاملين مع تلك المحطات يخزنون كميات هائلة من الوقود بمخازن خاصة بهم تحت مرأى ومسمع من مباحث التموين.
ويؤكد سيد حسين- سائق- أنه نادرًا ما ترى سيارة ملاكي تعمل بالبنزين النقي تمشي في شوارع المحافظة بعد اختفاء البنزين لمدة تزيد على ستة أيام، خاصة بنزين 90 و92، وعندما يضطر مُلاك السيارات لوضع بنزين السوق السوداء سرعان ما تعطب سيارته بسبب قيام التجار بخلط البنزين بالماء.
ويؤكد أحد المسؤولين بشركة مصر للبترول- رفض ذكر اسمه- انخفاض حصة المحافظة من الوقود إلى أقل من النصف، مرجعًا تصاعد الأزمة لهذا السبب، إضافة إلى غياب رقابة مباحث التموين على محطات الوقود؛ الأمر الذي أدى إلى استفحالها، مشيرًا إلى أن بعض أصحاب المحطات يقومون ببيع جزء من حصتهم لتجار السوق السوداء بأسعار مرتفعة وتفضيل مصلحتهم الخاصة على المصلحة العامة للوطن.
ومن جانبه، أكد المستشار ماهر بيبرس- محافظ بني سويف- أن الأزمة في السولار فقط، ويوجد مخزون بالمستودعات يكفي لمدة يومين، لافتًا إلى مطالبته وزارة البترول زيادة الكمية للمحافظة.
كما أوضح أن سبب الأزمة يرجع إلى وجود اختناق بمحافظة الجيزة، والقاهرة، "فيلجأ السائقون للمحافظة للحصول على السولار"، مشيرًا إلى "أن البنزين لا يوجد به أزمة والأمور مستقرة به"، قائلاً: "طالبت من مدير ومباحث التموين بتشديد الرقابة على محطات الوقود ومطاردة اصحاب الجراكن وتجار السوق السوداء، وأن الأزمة في طريقها للحل في أسرع وقت".