وسط حالة ترقب لنتائج الاستفتاء على الدستور، التي ينتظر أن تعلن نتائجه الرسمية، اليوم، تسعى عدة أحزاب سياسية إلى تدشين مبادرات "الوقت الضائع" بهدف لم الشمل، والدعوة لحوار بين كافة الأطياف السياسية. وفيما هنأ حزب الوسط، في بيان له، الشعب "الذي ناقش دستوره على نحو غير مسبوق، في المقاهي والبيوت والمنتديات والجامعات والمحافل العلمية، وخرج في مظهر حضاري يدلي بصوته ويفرض إرادته، ويصنع مستقبله"، تضمنت التهنئة دعوة لكافة القوى والحركات السياسية، ل"طي صفحة خلافاتها جانبا والنظر لمجتمع ينتظر حزمة من التشريعات، وبناء المؤسسات، وتعويض عقود وحقب من الاستبداد والفساد".
وقال عمرو فاروق، المتحدث الإعلامي لحزب الوسط: "بدأنا الاتصال بعدد من الشخصيات ونتمنى الاستجابة"، وفيما يتعلق بالنقاط الخاصة بالحوار قال "نريد أن نجلس أولا حتى نضع جدول أعمال المرحلة القادمة سويا"، مشيرا إلى أن هناك العديد من الأمور التي تحتاج للحوار مثل وضع أجندة تشريعية، ومناقشة تفاصيل قانون الانتخابات، خاصة ما يتعلق بخوض المستقلين للانتخابات، بالإضافة لتعريف العامل والفلاح".
على صعيد آخر، قال وليد عبد المنعم، المتحدث الإعلامي لحزب مصر، الذي يترأسه الدكتور عمرو خالد، إن الحزب أطلق مبادرة تحت عنوان "تمكين"، وجّهها لشباب الأحزاب والقوى السياسية للجلوس على "مائدة الحوار الوطني الشبابي".
وقال عبد المنعم ل"الشروق"، "نؤمن بأن الشباب بإمكانهم أن يحققوا ما لم يستطع الكبار تحقيقه، وبإمكانهم إدارة الحوار وإنجاحه"، لافتا إلى أن جلسات الحوار التي بدأت مع عدد من شباب الحركات السياسية سينتهي إلى الاتفاق على رؤية مشتركة فيما يتعلق بالمواد المختلف عليها في الدستور".
من جهته، قال أحمد عبد الجواد، منسق اللجنة التحضيرية لحزب مصر القوية، الذي يرأسه المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، تعليقا على المبادرات الداعية للحوار: "الفترة الماضية أثبتت أن لدينا طرفين، كل منهما غير جاد في تغليب المصلحة العامة".
وأشار إلى أن الحزب سبق وطرح مبادرة لكن "تعاطي الأطراف المختلفة معها لم يكن جيدا"، وقال "هذا لا يعني أننا سنتوقف عن رسالتنا.. سنظل ندعو الجميع لتغليب المصلحة العامة"، إلا أنه اعتبر أن الحديث عن أي مبادرات هذه الأيام "هو أمر سابق لأوانه".
وتابع: "الأجواء غير ملائمة الآن لأية مبادرات، والمفترض أن يلتقط الجميع أنفاسه ويراجع حساباته مرة أخرى"، مشددًا: "إن لم تكن كل الأطراف جادّة في تغليب المصلحة العامة لن نتقدم خطوة واحدة".