تجمع امس الخميس مئات المثقفين والفنانين المصريين بميدان طلعت حرب بوسط القاهرة، قبل أن يتوجهوا في مسيرة إلى ميدان التحرير، معلنين رفضهم لمشروع دستور مثير للجدل يؤيده الرئيس محمد مرسي ويبدأ التصويت عليه السبت. وشارك في تنظيم المسيرة التي حملت شعار (ضد طمس هوية مصر الثقافية والحضارية) الجمعية الوطنية للتغيير، واللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والإبداع، وائتلاف الثقافة المستقلة، وجبهة الإبداع المصري، وائتلاف فناني الثورة، وأدباء وفنانون من أجل التغيير، ونقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية، وجبهة استقلال الإعلام، وأتيليه القاهرة.
ورفع المشاركون صورا لرموز النهضة الثقافية في البلاد ومنهم رائد الاقتصاد الوطني طلعت حرب ورائد الترجمة والتعليم رفاعة الطهاوي ومن الفنانين والأدباء نجيب محفوظ ويوسف إدريس وفؤاد حداد وسيد درويش.
وهتفوا "الحرية والكتاب.. ضد دولة الإرهاب" و"الكتابة والثقافة.. ضد دولة الخرافة" و"الحسيني يا ولد.. دمك هيحرر بلد"، في إشارة إلى الصحفي الحسيني أبو ضيف الذي توفي الأربعاء متأثرا بإصابته الأسبوع الماضي بالقرب من القصر الجمهوري الذي شهد محيطه سقوط نحو عشرة أشخاص في اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لإعلان مرسي الدستوري.
وفي ميدان التحرير الذي يشهد اعتصاما منذ نحو ثلاثة اسابيع لمعارضين للاعلان الدستوري ولمشروع الدستور الجديد، قال الروائي البارز بهاء طاهر إن المثقفين الذين بشروا بالثورة ودعوا إليها وانخرطوا فيها منذ 25 يناير 2011 "يؤكدون التمسك بمطالب الثورة ويرفضون الدستور الذي لا يعبر عن هوية مصر ولا ينتمي إلى المستقبل".
وقرأ الروائي إبراهيم عبد المجيد من على منصة في الميدان "بيان المثقفين المصريين إلى الأمة" الذي شدد على الانحياز إلى "مطالب الثورة والثوار.. والحفاظ على مدنية الدولة التي لا تتعارض مع تمسك المصريين بدينهم.. والتي كان الدين فيها (مصر) يبني الحضارات ولا يهدمها"، مضيفا أن هناك من يحاول باسم الدين مصادرة مستقبل مصر.
وسجل البيان أن "قوة مصر الناعمة.. تتعرض الآن لهجمة ظلامية تهدد مصر" وفقا لبعض مواد الدستور الذي صاغته لجنة اعتبرها البيان غير شرعية.
وكان الروائي المصري صنع الله إبراهيم رئيس مؤتمر أدباء مصر في دورته للعام 2012، قال الأربعاء إن الدورة التي كان مقررا أن تعقد شهر ديسمبر تأجلت احتجاجا على مشروع الدستور الذي اتهمه "بإهدار مبادئ الحرية والعدل وتقنين ولاية الفقيه التي تتعارض مع روح الثورة".
وعقب إلقاء البيان قرأ الشاعر زين العابدين فؤاد بعض القصائد ثم توالت الفقرات الغنائية للمطربين أحمد إسماعيل ونغم صالح ورامي عصام الملقب بمطرب الثورة.