ناقش النائب سعد الحريري - أبرز قادة الأكثرية النيابية ورئيس أكبر كتلة في البرلمان - مع حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لقاء بينهما تشكيل الحكومة المقبلة. وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحريري عن هذا اللقاء : "جرى بحث الترتيبات المفترضة للمرحلة المقبلة والخيارات المطروحة للحكومة العتيدة" التي يبدأ رئيس الجمهورية يوم الجمعة الاستشارات النيابية الملزمة بشأنها والتي تنتهي مساء السبت. وبناء على هذه الاستشارات ، يكلف الرئيس ميشيل سليمان شخصية لتشكيل الحكومة ورئاستها. يذكر أن الدستور اللبناني ينص على أن يلتزم رئيس الجمهورية بتسمية الشخصية التي تحوز أكثرية الأصوات في الاستشارات لرئاسة الحكومة. ولم تتضح بعد هوية الشخصية التي سيختارها النواب لتشكيل الحكومة ، وإن ذهبت معظم الترجيحات إلى ترشيح سعد الحريري أحد أبرز قادة الأكثرية المدعومة من الغرب ودول عربية بارزة. وحتى الآن لم ترشح كتلة تيار المستقبل رسميا الحريري الذي دأب على رفض الإعلان عن رغبته ، فيما أعربت شخصيات في قوى 8 آذار عن تأييدها لوجوده على رأس السلطة الثالثة. وكان الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله قد أكد يوم الخميس أن الحزب الشيعي لا يؤيد مرشحا معينا لرئاسة الحكومة ، وقال "ليس لدينا الآن مرشح محدد في انتظار بلورة المشاورات" ، مضيفا "المطلوب أن يكون الاسم جزءا لا يتجزأ من الاتفاق على شكل الحكومة وطبيعة توزيع الوزارات فيها". وأعلنت كل الأطراف موافقتها على تشكيل حكومة وحدة وطنية ، إلا أن الأكثرية ترفض تكرار تجربة الحكومة الحالية التي تملك فيها الأقلية ما يسمى ب"الثلث الضامن" أو "المعطل" ، أي ثلث الأعضاء + واحد ، ما يسمح لها بالتحكم بالقرارات الرئيسية. ويعود آخر لقاء بين الحريري ونصر الله إلى أكتوبر 2008 بعد أشهر قليلة على سيطرة حزب الله عسكريا على بيروت إثر حوادث دامية أدت إلى سقوط نحو 100 قتيل وكادت تجر البلاد إلى حرب أهلية جديدة. وكان نصر الله قد التقى في السادس عشر من الشهر الجاري مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط - من قادة قوى 14 آذار - وذلك للمرة الأولى منذ آخر لقاء بينهما على مائدة الحوار عام 2006. وأكد الزعيمان في بيان صدر إثر اللقاء "ضرورة العمل سويا من أجل الانتقال بلبنان والمنطقة من حالة التأزم إلى حالة التعاون بين الجميع ، بما يمكن لبنان وشعبه من مواجهة الاستحقاقات الكبرى القادمة".