«يعني إيه دستور؟! أنا معرفش حاجة عنه.. ياريت حد يفهمنا».. تقف بائعة الشاي «أم مريم»، حائرة أمام الأزمة التي قتلت 12 مصريا وأصابت المئات، وعمقت الانقسام بين السلطة والمعارضة في البلاد. تعتقد أم مريم أن الدستور يخص الرئيس محمد مرسي، لتوجه رسالة إليه قائلة: «عايزينك تهتم بالغلابة اللي عانوا كتير في السنين اللي فاتت، وكانوا بينحتوا في الصخر عشان يناموا مستورين، يا ريس مش عايزين حد يحرّم علينا عيشتنا ويقول إنه بيطبق شرع ربنا، الشرع اللي نعرفه إن كل واحد يعيش كويس».
تواصل أم مريم الحديث عن الدستور كما تفهمه:«إذا كانوا عايزين يمشوا الناس على مزاجهم باسم الدين، يبقى فين الحرية اللي نادت بيها الثورة؟!، عايزين نحس إن الثورة نجحت، وإن الناس اللي ماتت مماتتش على الفاضي، نفسنا حد ينزلنا للعشوائيات ويفهمنا إيه الصح وإيه الغلط، احنا مش بنشوف المسئولين غير وقت الانتخابات وبس، من حقنا حد يفهمنا حقوقنا وواجبتنا بس بطريقتنا مش بطريقة التلفزيونات والخطابات اللي مش بنفهم منها حاجة».
عماد أبو جريشة، بائع جائل آخر، كان أكثر دراية بما يحدث، وقال إن «الفترة اللي ناقشوا فيها الدستور الدستور قليلة علشان كبار السياسين يحللوه ويفهوه، يبقى احنا هنعمل إيه!؟».. يعتبر عماد أن ما يحدث في الشارع من أحداث عنف وانقسام يجعل البسطاء أمثالهم لا يستطيعون استيعاب الموقف، مضيفا: «أنا لا فاهم دستور ولا قرارات.. يعني هو الدستور ده ضد الشعب ولا مع الشعب؟!، ضد القضاء ولا معاه؟!، ضد الإسلام ولا معاه؟!، أغلبية الشعب مش فاهم حاجة وكله بيلطش في بعضه، نفسي أحس إني إنسان، في بلد بتهتم بشعبها وتلبي مطالبه، إحنا مش عايزين غير إننا نعيش في أمان من غير ما حد يقسمنا ولا يصنفنا حسب مصلحته».