ودع أهالي مركز طما بمحافظة سوهاج وسط أجواء خيم عليها الحزن، اليوم الخميس، ابنهم شهيد صاحبة الجلالة المصور الصحفى بجريدة الفجر الحسينى محمد أبو ضيف أبو قايد، الذي فارق الحياة ظهر أمس الأربعاء، متأثرا بإصابته بطلق ناري فى الرأس أثناء تأدية عمله بتغطية أحداث المظاهرات أمام قصر الاتحادية. التحق الحسيني بالعمل الإعلامي منذ ثلاث سنوات بجريدة الفجر، وعمل مراسلا لإحدى القنوات الفضائية الخاصة، بناء على رغبته الشديدة في العمل في هذا المجال، تاركا أسرته وأهله وشد الرحال للقاهرة، حبا في مهنة البحث عن المتاعب.
واكتسى مسقط رأس الشهيد بالسواد حزنا عليه منذ علم الأهالي بوفاته، وانتظروا الجثمان على مشارف المدينة وسط بكاء وصراخ من النساء، حتى وصل داخل سيارة إسعاف، وأدى الآلاف من أهالي المدينة والقرى المجاورة صلاة الجنازة على الجثمان الملفوف فى علم مصر بمسجد العسكري وسط حضور مكثف من قيادات الإعلام، والتي كانت من أبرزهم عبير السعدي وكيل نقابة الصحفيين، والذين قاموا بحمل صور زميلهم أثناء تشييع الجنازة إلى مثواها الأخير، وقام المشيعون بالهتاف يسقط يسقط حكم المرشد، بينما تدخل والد الشهيد على الفور وقام بمنعهم من الهتافات المعادية للنظام. التقت (الشروق) بوالده الحاج محمد سائق، حيث قال: "ابني الحسيني هو أكبر أشقائه الثمانية كان طيب القلب، ويحب مهنة الإعلام جدا، وأصر على العمل بها وأمام رغبته تركناه يعمل فيها، إلا أن ما حدث له لا يصدق فهو يؤدي واجبه وينال رصاصة أودت بحياته" وانهار باكيا فجأة وقام برفع يديه (داعيا الله أن يحمي زملاءه الإعلاميين الذين يؤدون واجبهم تحت الضغط النفسي والعصبي في تلك الظروف التي تعيش فيها البلاد)". أما والدته ربة المنزل وهى فى حالة بكاء هستيرى تحدثت بصوت ضعيف، قائلة: "حسبي الله ونعم الوكيل فى قاتل ابنى – ثم أشارت إلى أن ابنها كان يحب الصحافة".
ومن ناحية أخرى، نعت رابطة الشبان الصحفيين إلى شعب مصر الصحفي الشاب الحسيني أبو صيف الذي استشهد متأثرا بإصابته التي لحقت به خلال أدائه لواجبه المهنى أمام قصر الاتحادية فى الأحداث الأخيرة.
ومن ناحية أخرى، عاهد شباب الصحفيين بسوهاج الله وزميلهم الشهيد الحسيني أبوضيف وكل شهداء الثورة الأبرار وجميع الذين ضحوا بالدماء الغالية ونور العيون من أجل عزة وطنهم أن أننا لن نترك دماءهم تذهب سدى، وأننا سوف نلاحق كل من يثبت تورطه فى هذا الحادث الأليم الذي أصاب كل شرفاء الوطن بشكل عام وشباب الصحفيين بشكل خاص. كما قامت رابطة الصحفيين بعمل وقفة احتجاجية بالأكفان بميدان الثقافة، وذلك تضامنا مع زميلهم الشهيد الحسينى أبو ضيف، كما أصدرت الرابطة بيانا حمل رقم 1 وحملت الرابطة الرئيس وحكومته مسئولية الشهداء جميعا ومسئولية المصابين، فالرئيس وحكومته تقاعسوا عن حماية المتظاهرين.