فى مواجهة الأزمة المتفاقمة التى يمر بها النظام السورى عامة والرئيس بشار الأسد خاصة، تزداد احتمالات لجوء الرئيس السورى إلى استخدام السلاح الكيماوى ضد المتمردين عليه. واستناداً إلى المصادر الأمريكية فإن الجيش السورى لم يقم حتى اليوم بخطوات تدل على أنه بصدد استخدام السلاح الكيماوى والبيولوجى فى وقت قريب. ويشير هؤلاء إلى وجود حركة نشطة فى الأماكن حيث تُخزَّن المواد التى يجرى فيها تركيب الغازات السامة، لكن من دون وجود دليل على ما هو أبعد من ذلك. وكانت الحكومات الغربية تلقت تحذيرات من احتمال لجوء الأسد إلى استخدام أسلحة غير تقليدية ضد مواطنيه وضد الثوار، فى الوقت الذى يكرر الناطقون باسم النظام السورى قولهم إن السلاح الكيماوى لن يستخدم ضد أبناء الشعب السورى. لكن من الواضح أن مثل هذا القول لا يلزم الرئيس الأسد، وذلك لوجود عدد كبير من الأجانب يقاتلون فى صفوف المجموعات المسلحة من السنّة المتشددين ومن أنصار الجهاد العالمى. ففى نظر الأسد، هؤلاء ليسوا من أبناء الشعب السورى، وبالتالى قد يخطر بباله أنه يحق للنظام أن يستخدم ضدهم السلاح الكيماوى إذا تطلب الأمر.
وما يتخوف الغرب منه أيضاً هو وقوع هذا السلاح فى يد المجموعات الجهادية السنية فى حال سقوط نظام الأسد، الأمر الذى سيشكل تهديداً مباشراً للدول المجاورة لسوريا مثل إسرائيل وتركيا والأردن والعراق ولبنان. وعلى الرغم من اقتناع أجهزة الاستخبارات الغربية بأن نظام الأسد لا يفكر فى استخدام السلاح الكيماوى ضد أى طرف خارج سوريا، فإن مجرد استخدامه داخلها سيؤدى إلى كارثة إنسانية فى سوريا لا بد من أن تنتقل إلى الدول المجاورة، وأن تكسر التابو الدولى بشأن عدم استخدام هذا السلاح.
وفى سبيل ردع الأسد عن استخدام السلاح الكيماوى يتّبع الأمريكيون الأسلوب الذى اتبعته إسرائيل ضد إيران فى مسألة السلاح النووى، وذلك عبر وضع هذه المسألة على سلم أولويات المجتمع الدولى، وتجنب اللجوء إلى العمل العسكرى. من هنا، فإن الحملة الإعلامية الكثيفة التى تشنها الولاياتالمتحدة من أجل نزع فكرة استخدام السلاح الكيماوى من رأس الأسد وأنصاره تجرى بالتنسيق مع حكومات فرنسا وبريطانيا وألمانيا وتركيا والأردن.