بعد مرور ما يقرب من عامين على ثورة 25 يناير، الذي خرجت من ميدان التحرير، والتي شهدت أحداث شد وجذب وعنف كثيرة في تلك الفترة، آخرها أحداث محمد محمود الثانية، ومليونية رفض الإعلان الدستوري التي بدأت تداعيتها صباح اليوم "الثلاثاء".
وفي ظل هذه الأحداث المشتعلة، كان لسكان ميدان التحرير ومحيطه رأي آخر، حيث وجه السكان والعاملون بالميدان والشوارع المجاورة له استغاثة إلى رئيس الجمهورية ووزير الداخلية لإنقاذهم من الانحصار المستمر بين مليونيات واعتصامات وغازات مسيلة للدموع وجدران عازلة لهم وليس للمتظاهريين، حيث يقوم الأمن ببنائها على سبيل الإبعاد بينه وبين المتظاهرين دون أن يضع مصلحة السكان أو الضرر الواقع عليهم من تلك الجدران أمام نصب أعينه.
أشار ياسر عشماوي، أحد سكان شارع القصر العيني، إلى أنهم فوجئوا بقيام قوات الأمن ببناء جدار عازل يحول بينهم وبين المتظاهرين، عقب أحداث محمد محمود الثانية، موضحا أن هذا الجدار يعيق حركة السكان جميعهم ويعرقل طريقهم، مضيفا، أن الأحداث السابقة أثبتت أن بناء جدار خرساني ليس هو الحل لتهدئة الاحتقان بين المتظاهرين والأمن، بل يثير غضب المتظاهرين ويصرون على التحدى والإقدام على تحطيمه، مما يعرض السكان للخطر وإصابتهم بحالات من الذعر والخوف.
ولفت عشماوي إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن الحوار وحده هو من يساعد على تهدئة الأوضاع، مستنكرا استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع بشكل يومي وبكثافة، وذلك لقمع المتظاهرين السلميين دون أن تضع في اعتبارها السكان المحيطين لهم والذين يتعرضون للاختناق داخل منازلهم دون أي ذنب، مناشدا القوى الوطنية لإنقاذهم وفتح طريق للحوار بين المتظاهرين والوصول لحل دون بناء مزيد من الجدران العازلة والغازات التي ملأت أرجاء منازلهم.