شنت الصحافة الإسرائيلية هجوما حادا حكومة بنيامين نتنياهو، متهما إياها بالفشل فى تحقيق أى إنجاز من عملية «عمود السحاب»، والخضوع لشروط حركة حماس، التى نجحت فى تحقيق مكسب سياسى كبير. فبينما تقول الحكومة إنها حققت هدفها، وهو وقف إطلاق الصواريخ عليه، كتب بوعز جاؤون مقالا فى «معاريف»، بعنوان «نهاية جبل الأكاذيب»، قائلا إن «جبل الأكاذيب الإسرائيلى انهار تماما فى تل أبيب ظهر أمس (الأول).. إن سكان هذا الجبل يرون أن الحرب هى الطريق للأمن، وأن السلام ما هو إلا وصفة للحرب», جاؤون مضى قائلا إن «سكان هذا الجبل، الذى هاجر إليه معظم قادة اليمين والمحللون السياسيون، يروون أن إسرائيل لا تحتاج لحلفاء إقليميين، كتركيا والأردن ومصر، وإنه يجب استخدام غزة ميدانا للتدريبات العسكرية كل أربع سنوات».
لكن «جبل الأكاذيب بدأ ينهار عندما اختفى جنوب إسرائيل فى الدخان والحزن.. بدأ يتصدع عندما أطلقت الصواريخ الأولى على تل أبيب والقدس، ثم انهار تماما أمس (الأول) عندما انفجرت الحافلة فى تل أبيب. حان الوقت للعودة إلى الحياة فى الواقع»، بحسب الكاتب الإسرائيلى.
فيما تساءل الكاتب ألون بنكاس عن المكاسب التى حققتها إسرائيل خلال ثمانية أيام، قبل أن يجيب بأنها اغتيال قائد كتائب القسام، الجناح المسلح لحماس، أحمد الجعبرى، ومطلقى صواريخ «فجر 5» طويلة المدى.
لكنه رأى أن النتيجة الحقيقية التى حققتها إسرائيل، دون قصد، هى تقوية حماس، وجعلها عنصرا لا يمكن للمجتمع الدولى أن يتجاهله، وكذلك جعلها عنصرا أساسيا لمصر وقطر وتركيا.. والأخطر من ذلك إضعاف السلطة الفلسطينية. لقد ضحت حكومة نتنياهو و(إيهود) باراك و(أفيجدور) ليبرمان بسلام فياض «رئيس الوزراء الفلسطينى» لصالح إسماعيل هنية» رئيس وزراء الحكومة المقالة فى غزة.
وتحت عنوان «حماس ولدت من جديد»، كتب أساف جبور إن الحركة، وبعد سنوات من العزلة عانت فيها من أزمة اقتصادية خانقة وتعذر عليها تسيير حياة المواطنين فى غزة، بدأت تنتعش مجددا، وصارت غزة مركزا يحج إليه قادة العالم العربى كله.
وفى صحيفة «يديعوت أحرونوت»، كتب أفيعاد كلاينبيرغ أن الجيش «لم يتمكن من حسم جولة العنف الراهنة لصالحه كما كان متوقعا»، معتبرا أن رهان أوساط إسرائيلية على خيار القوة المفرطة «مجرد وهم خطير»، وخاتما بالتشديد على استحالة تسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى بالعنف