أعرب بعض صناع الدراما التليفزيونية عن تخوفاتهم الشديدة حيال الاجتياح الشديد، الذي تشهده الساحة المصرية للدراما التركية؛ حيث استطاعت تكوين قاعدة جماهيرية عريضة، بل وأصبحت القنوات الفضائية تهتم بشدة بشرائها على حساب الدراما المصرية، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا له بتأكيد أسبابه ودوافعه.
في البداية، قال المنتج صفوت غطاس، إنه: "للأسف الشديد بسبب تعالي النجوم المصريين ورغبة كل واحد منهم أثناء عمله في أن يكون له فريق عمل وحده؛ كالماكير والكوافير واللبيس وسكرتير خاص وغرفة خاصة وما إلى ذلك، ارتفعت تكلفة الإنتاج للمسلسلات بشكل مبالغ فيه".
وأشار إلى، أنه زار قبل يومين موقع تصوير مسلسل (حريم السلطان) وتفاجأ بأن المشاركين في العمل لا يتعدى عددهم 22 فنانًا، أما هنا فيتجاوزون المائة، أي أن الممثلين هناك لا يكلفون المنتج، وهو ما يؤدي إلى أن تكون المسلسلات التركية تباع للقنوات الفضائية بمبالغ قليلة جدًا، على النقيض من المصرية، ومن حق أصحاب هذه القنوات بالفعل أن يعزفوا عن شراء المصري بسبب تكلفته المُبالغ فيها.
وأضاف:"إن الدراما المصرية ستشهد زوالا، ووقتها سيعرف نجوم مصر أنهم هم السبب، لذا أعلن أنى بصدد عمل تركي مصري مشترك يجمع بين الفنانة سميرة أحمد وعدد من نجوم تركيا، لم يتم تحديدهم حتى الآن، والمسلسل يكتبه حاليًا حازم الحديدي".
أما المؤلف محسن الجلاد، فقال: "إن الدراما المصرية أصبحت في خطر شديد وقاتل، ولابد أن يتكاتف صناع الدراما لإيجاد حل جذري، ففي الوقت الذي تباع فيه الحلقة الواحدة من المسلسل المصري بخمسين ألف دولار، فإن تركيا تبيع الحلقة بعشرة آلاف دولار، ليس هذا فقط، بل إن هناك خطرًا جديدًا، وهو الغزو الدرامي الكبير من المسلسلات الهندية والصينية والكورية، ولمن لا يعرف فإن سعرها أقل من التركية، لذا لابد من تفعيل قانون الإغراق".
وأشارت الناقدة، ماجدة خير الله، أن الدراما المصرية في خطر، ليس لأن نظيرتها التركية أرخص منها سعرًا، بل لأنها أكثر جودة فنيًا، وبها حرفة فنية تنقصنا؛ بحيث إن الموضوعات البسيطة لديهم يتم عملها بشكل جمالي في الصورة، وهو شيء نفتقده في مسلسلاتنا، التي تعاني من قبح في التصوير والديكور، ولدى الأعمال التركية كذلك قدر من العاطفة التي نفتقدها.
وأضافت أن لدى العرب بشكل عام أيضًا مشكلة عدم التنوع في الدراما، فلا يوجد على سبيل المثال عمل بوليسي جيد، أو تاريخي وبوليسي، وإن وجد فصناعته تتم بشكل سيئ.
أخيرًا دعا المخرج محمد فاضل كل من يهمه الأمر في صناعة الدراما المصرية، إلى مواجهة الغزو التركي وإنقاذ أنفسهم، وعلى رأسهم وزير الإعلام، فلا بد أن يبحث سبل التصدي لهذا الخطر، خاصة وأنه خطر يهدد ثقافة بلد بأكملها، ويهدد عادات وتقاليد، لأن هناك من الأطفال والمراهقين من يتابعون هذه الأعمال بشغف، فكيف يتم تصدير ثقافة تركيا المنفتحة إلى أولادنا ونحن صامتون؟.