{ لم يقتصر هوس المصريين والعرب بكل ما هو تركي علي السفر والسياحة, وإنما امتد إلي الدراما التركية, التي غزت الشاشات العربية بقوة, حتي أصبحت هناك قنوات عربية ومصرية خاصة لعرض المسلسلات التركية. التي تعتمد علي الرومانسية والمناظر الطبيعية الخلابة التي استهوت الكثير من المصريين والعرب, ورغبة من صناع الفن المصري في مواجهة الغزو الفني التركي سارع القائمون علي الفن في مصر لتقديم أعمال تشبه الأعمال التركية من حيث الجودة والمضمون ونقاء الشاشة لكي يعود إليهم الجمهور المصري, ومن هذه الأعمال مسلسل المنتقم الذي يدور في أكثر من120 حلقة من إخراج السوري حاتم علي, فكيف يمكن أن يواجه الفن المصري تلك الهجمة الدرامية التركية؟ يقول الناقد طارق الشناوي الفن التركي نجح لحب الشعب المصري لطبيعة الموضوعات التي تقدمها الأعمال التركية, ولم ينجح لأن مسئول ما قام بالاتفاق مع مسئول تركي علي تقديم أكبر كم من الأعمال التركية لنا, وأعتقد أننا لن نستطيع أن نتفوق علي الدراما التركية أو نوقف الهجوم الشرس لها في الفترة الأخيرة للبيت المصري إلا بتقديم أعمال جيدة تستطيع أن تنافسها, وأطالب القائمين علي الأعمال الفنية بإيجاد مواسم بديلة يتم عرض الأعمال الدرامية فيها إذا كنا نرغب فعلا في مواجهة الدراما التركية. كما أن القنوات الفضائية لا تدفع المبالغ الهائلة التي يطلبها منتج أي عمل لأنها في نفس الوقت تمتلك منتج جيد من ناحية المضون والشكل والمحتوي المنتج التركي والدارما التركية ليست أفضل حالا من المصرية إلا أنها تتميز فقط بالأشكال الجميلة التي تقدمها والطبيعة الخلابة التي تتمتع بها, علي عكس عدد كبير من الأعمال المصرية التي قدمت في الفترة الأخيرة ولا نجد فيها أي نوع من التجديد أو الابتكار لأن كبار المخرجين الآن يرفضون التطوير ومازالوا يعتمدون علي أساليب قديمة جدا في الإخراج. وتتعجب الناقدة ماجدة خير الله من حالة الهجوم التي تتعرض لها الدراما التركية وتقول: الدراما التركية نجحت لأنها تقدم شاشة جميلة ولديهم مخرجين علي قدر عال من التميز, لذلك فإننا نري عمل متكامل في النهاية, ونجن مقصرين في الأعمال التي نقدمها فهي لا ترقي للمستوي المطلوب, ويجب أن نحلل العوامل التي أدت إلي إنخفاض الطلب علي الأعمال المصرية ولماذا افتقدنا القدرة علي تسويقها, فالأعمال المصرية في الفترة الأخيرة أصبحت مكررة تعتمد علي نفس النجوم مما يؤدي لوجود عدد كبير من المشكلات التي يصعب معها نجاح أي عمل, مما دفع بعض القائمين علي إنتاج أعمال درامية إلي البحث عن موسم جديد بعيدا عن رمضان. وفكرة الغزو التركي ستنتهي قريبا لأن الجمهور بطبيعة الحال سيصل لدرجة من الملل منها, لأن أغلب القنوات الفضائية تتنافس الآن في تقديم الأعمال التركية أما الفنان سامح الصريطي فيقول لا اعترف بأن هناك أي خطر يهدد الدراما المصرية في الوقت الحالي وأنا شخصيا لا أخاف من المسلسلات التركية لأننا تعودنا من قبل علي وجود أكثر من ثقافة مختلفة تدخل إلي بيوتنا فمنذ فترة شاهدنا الأفلام الهندية وبعدها المسلسلات الأمريكية وف النهاية الفن المصري هو الأفضل لأننا أصحاب تاريخ طويل وقوي جدا من الناحية الإنتاجية. ودراما التركية مع إحترامي الكبير لها نجحت خارج رمضان لأنها تسبح منفردة وبدون أي منافس معها, وأعتقد أننا لو أردنا أن نحكم علي نجاح الدرما التركية وهل هي أفضل من المصرية أم لا ينبغي أن نحدث نوع من المنافسة بينها وبين المصرية ثم بعد ذلك نحكم من أفضل فيهم. وأطالب جهات الإنتاج الحكومية في مصر بالعمل علي إنتاج أعمال متميزة وقوية خلال الفترة المقبلة لكي نستطيع أن توجد موسما دراميا جديدا بعيدا عن موسم رمضان.