رأت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية أنه إذا انتهت موجة العنف المشتعلة بين إسرائيل وإسلاميي غزة خلال أيام قليلة، فإن كافة الأطراف المشاركة فيها قد تدعي لدى انتهائها أنها خرجت منتفعة على نحو ما، باستثناء أسر عشرات الضحايا والمصابين.
وقالت المجلة -في مستهل تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة- إن "السؤال الأساسي الذي تهتم به حكومة إسرائيل أو حماس هو "هل انتصرت في أعين الرأي العام؟"، مشيرة إلى أن هذا السؤال بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي- بنيامين نتنياهو يكتسب أهمية خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في إسرائيل، والمزمع إقامتها في 22 يناير المقبل، مشيرة إلى ترحيب الشعب الإسرائيلي البالغ بالعملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي باغتيال أحمد الجعبري- قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس".
من ناحية أخرى، رجحت المجلة أن يفاخر رئيس وزراء حماس- إسماعيل هنية، بقدرته التي أثبتها على مدار اليومين الماضيين على توجيه ضربات إلى قلب تل أبيب، رغم نشر "إسرائيل" نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ، وأن تسهم حالة الهلع التي يعيشها سكان "تل أبيبط عندما يهرعون إلى الاختباء من صورايخ حماس في عمل موازنة بين الجانبين؛ لئلا يدعي أي الفريقين خروجه من الصراع دون معاناة شعبه.
واتجهت المجلة جنوباً إلى مصر، حيث تحاول جماعة الإخوان المسلمين -التي تترأس الحكم- التوسط لوقف إطلاق النار، قائلة إن الجماعة ستخرج منتفعة؛ بزيادة رصيدها لدى الشعب المصري، حال نجاحها في مسعاها بوقف العنف، مشيرة إلى الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء المصري- هشام قنديل إلى غزة اليوم الجمعة -والتي وصفتها حكومة حماس بأنها تأتي تضامناً معها.
وانتقلت المجلة إلى الغرب، حيث الولاياتالمتحدة -التي رغم تأكيدها على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها- حثت كل من مصر وتركيا وغيرهما من الدول الإقليمية باستخدام نفوذها على "حماس"؛ لوقف إطلاق النار، قائلة: إن "الإنهاء السريع لموجة العنف المشتعلة من شأنه التأكيد على النفوذ الذي تتمتع به الدبلوماسية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، في فترة الولاية الثانية للرئيس الأمريكي- باراك أوباما.
كما حذرت المجلة -في سياق تعليقها- من أن ضياع فرصة التهدئة الحالية من شأنه الانزلاق السريع بالأمور إلى ما هو أسوأ، مرجحة أن يتمخض استمرار القصف لأسبوع مقبل، وما سيتبع ذلك من توسيع إسرائيل لنطاق عدوانها، عن مجزرة لا بد واقعة.
وأشارت المجلة -في ختام التعليق- إلى تزايد أعداد إسرائيليي الجنوب الذين حزموا أمتعتهم وخرجوا للإقامة بين ذويهم أو أصدقائهم في مناطق أخرى بالدولة، متخوفة من أن يسعى "نتنياهو"، بغرض وقف موجة خروج الإسرائيليين، إلى محاولة شن هجوم بري، ولاسيما في ظل ظهور إشارات على فشل الهجوم الجوي في تنفيذ أهدافه.