كان صباح (الأربعاء) الماضى صباحا صعبا بالنسبة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وذلك بسبب حدثين مهمين: أولا، فوز الرئيس الأمريكى باراك أوباما بولاية رئاسية ثانية؛ ثانيا، فوز خصمه اللدود نفتالى بينيت برئاسة حزب «البيت اليهودى» المفدال الجديد. ولابد من القول إن فوز أوباما بولاية ثانية كان من الممكن ألا يلحق أضرارا بإسرائيل لو أن رئيس الحكومة لم يخض مواجهة علنية مع البيت الأبيض فيما يتعلق بالموضوع النووى الإيرانى، ولو أنه امتنع من المجاهرة بتأييد المرشح الجمهورى ميت رومنى.
ويبدو نتنياهو الآن كما لو أنه قام بسكب الحساء الساخن على نفسه وتسبب بحرق جزء من جسده. غير أن المشكلة هى أنه تسبب فى الوقت نفسه بحرق أجزاء من أجسادنا جميعا، ذلك بأن العلاقات الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة ليست ملكا فرديا لرئيس الحكومة، وإنما هى رصيد استراتيجى لدولة إسرائيل كلها، ومن يقامر فيها يقدم على عمل رهيب.
إن جميع الذين يدركون خبايا السياسة الأمريكية أكدوا هذا الأسبوع أن إدارة أوباما لن تمر مرور الكرام على ما فعله رئيس الحكومة وستنتقم منه، غير أن انتقامها سيكون مبطنا ولن يمس التزامها الحفاظ على أمن إسرائيل، والدفاع عنها فى مواجهة أى مخاطر وجودية تتهددها.