اختتمت ليلة الخميس في بغداد أعمال المؤتمر الثاني للترجمة الذي حمل شعار "بالترجمة تتواصل الثقافات" والذي نظمته دار المأمون للترجمة والنشر بمشاركة اختصاصيين من أمريكا وألمانيا وإسبانيا وروسيا ورومانيا وإيطاليا ومصر. وطوال ثلاثة أيام شهد خلالها المؤتمر جلسات صباحية ومسائية، ناقش المشاركون بحوثاً تتعلق بالترجمة وآفاقها الجديدة والصعوبات التي تواجه المترجمين والتقنيات المستحدثة لمساعدتهم. وفي كلمته الافتتاحية، شكر وكيل وزارة الثقافة العراقي، طاهر حمود، المؤتمرين مؤكداً أن مشاركتهم الفاعلة في أعماله المؤتمر "تكريس لمفهوم التواصل بين الأمم وتعزيز لفكرة التلاقح بين الثقافات والتواصل والانفتاح". وتساءل: "هل يسع أحد أن يغفل ما للترجمة من دور في تحقيق التعارف والتواصل بين الشعوب حين لم تكن إمكانات التواصل واكتشاف الآخرين متاحة مثلما هي عليه اليوم؟". أما علاء أبو الحسن المدير العام لدار المأمون ورئيس المؤتمر فقال ل"العربية.نت" إن: "المؤتمر يكتسب أهميته كونه من فعاليات الاحتفاء ب"بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013" أولا، ولطبيعة المشاركة الواسعة فيه من داخل وخارج العراق ثانيا إضافة الى البرنامج المعد للمؤتمر بعناية من أجل إنجاحه والخروج بتوصيات وقرارات مهمة تخدم مهنة الترجمة والمترجمين". وبدوره شدد الباحث والمستشرق جورج جريجوري من رومانيا، خلال كلمة ألقاها في المؤتمر على أهمية هذه الفعالية الثقافية حيث إنها، وبحسب قوله تعكس "انفتاح بغداد ورغبتها في إقامة الحوار مع الآخرين والتواصل مع الأمم الأخرى مستفيدة من تجربتها القديمة مع بيت الحكمة" التي اعتبرت أول مؤسسة اهتمت بالترجمة. من البحوث التي نوقشت في المؤتمر بحث الدكتور جورج غريغوري بعنوان "مسائل الترجمة للمصطلحات الثانوية في القرآن الكريم" الذي تطرق إلى الكلمات التي لها معنى ثانوي أو كما سماها الباحث المصطلحات "الثانوية". كما تمت مناقشة بحث الامريكي ارثر الن مدير مشاريع شركة "ترانزليشين فور اول" والذي حمل عنوان "تحديات المترجم العراقي في سوق الترجمة الدولية". وكشف الباحث أن لمؤسسته مبادرة لتطوير الترجمة في العراق وذلك من خلال إنشاء بوابة إلكترونية تقوم بمساعدة الطالب على ترجمة أي كتاب أو بحث يريده. وناقش المشاركون في المؤتمر بحث الدكتور خايمة كولات كورديرو - استاذ الترجمة في جامعة سالامانكا في إسبانيا وكان بعنوان "تاريخ موجز عن التراجم الأولى من العربية الى الإسبانية". وجاء في البحث أنه تمت ترجمت أوائل الأعمال في التاريخ بصورة مباشرة من العربية الى الإسبانية في زمن الملك الفونسو العاشر في القرن الثالث عشر... وتطرق الى الأسباب والأهداف التي جعلت الملك يختار ترجمة بعض الأعمال الدينية والأدبية والعلمية المحددة الى اللغة الإسبانية. واختتم المؤتمر أعماله على إيقاعات الأغاني التراثية العراقية وبوعود التواصل في فعاليات أخرى.